يبدو ان حزب الله بات يستشعر بأن أوراقه العسكرية على مشارف الاحتراق وأن التسوية التي على شفير الولادة قد تكون على حساب وجوده العسكري في جنوب لبنان، فلجأ الحزب في الآونة الأخيرة الى ترتيب بيته الداخلي والعمل على توسيع نفوذه في المناطق اللبنانية لعله يعوض خسارته العسكرية في الحصص السياسية داخل النظام. ففي أولى خطواته المناورة في المناطق السنية وتحديدً اصيدا.

قام حزب الله بعملية “كومندوس” سياسية خلف خطوط التنظيم الشعبي الناصري وفي عقر داره، مدينة صيدا، باستيلاد تيار ناصري جديد تحت اسم “النصر عمل” نواته مجموعة من الكوادر السابقين أو المنشقين عن التنظيم، أبرزهم من خارج صيدا نائب عرسال، ملحم الحجيري، وهو عضو سابق في اللجنة المركزية للتنظيم الشعبي الناصري، جُمّدت عضويته في فترة سابقة. وتضم الحركة في هيئتها التأسيسية، عضو الأمانة العامة للتنظيم علي الحر وكوادر سابقة من التنظيم، لكنهم أصبحوا مؤخراً ينتقدون أداء زعيم الناصري النائب أسامة سعد.

وفي بيان الإعلان تؤكد حركة “النصر عمل” التزامها بخيارِ المقاومة في لبنان وفي كل أرضٍ عربية، وتبنت ثوابت حزب الله ومحور المقاومة، وتدعو وإلى قيام جبهة وطنية وقومية عربية تقدمية، يقع على عاتقها تغيير الأوضاع في الأقطار العربية المختلفة للإنخراط في المشروع المقاوم.

اعتبر البعض أن اطلاق هذه الحركة هو من ضمن محاولات حزب الله التمدد أكثر في المناطق السنية ولاستكمال السيطرة على المدينة، بينما ذهب آخرون إلى اعتبارها محاولة من الحزب لتصفية حسابات قديمة– جديدة مع النائب سعد على خلفية مواقفه سابقاً، والتي وضعته وجهاً لوجه مع حزب الله، ومنها رفضه اعتداء الأخير على صيدا في احداث السابع من أيار 2008، ووقوف الناصري ضد محاولات الحزب السيطرة عسكرياً على المدينة، من خلال نشر سرايا المقاومة في مناطق نفوذ التنظيم، وموقف سعد الرافض لتدخل الحزب عسكرياً في معركة عبرا، وصولاً إلى دعم الناصري انتفاضة 17 تشرين في مواجهة أطراف السلطة بكل مكوناتها بما فيها الثنائي الشيعي.