لا تمر مناسبة الا ويستغلها حزب الله في محاولة منه لاثبات ان بيئة المقاومة تتخطى البيئة الشيعية وتمتد الى الطوائف الاخرى. وفكرة تمدد نهج المقاومة الى المذاهب الاخرى شغل حزب الله الشاغل، وهو منذ “طرد” رئيس تيار المستقبل سعد الحريري من السياسة يحاول التسلل الى البيئة السنية لاثبات ان تلك البيئة بإمتدادها العربي تناصر وتوالي البيئة الفارسية في محاولة لاثبات ان النسيج الوطني اللبناني يدعم الممانعة.

نجحت محاولات الحزب في احداث بعض التصدعات في البيئة السنية، ولكن انعكاساتها لا تصب الا في خانة السلبية، قد يكون انسحاب الحريري من المعترك السياسي سهل على الحزب اللعب في تلك البيئة، وما الانشقاق داخل التيار الناصري في مدينة صيدا الذي اداره حزب الله الا دليل على استماتة الحزب في خرق تلك البيئة، تماما كما نجح في خرق بيئة ثورة 17 تشرين بنواب كحليمة قعقور وبولا يعقوبيان، او في مرشحين الى المجلس النيابي كغادة عيد ومجموعة “ممفد” التي انتفت الحاجة الى ادوارها.

بالامس في بلدة شبعا الحدودية وهي بلدة سنية، حاول حزب الله الاستثمار في استشهاد الشاب فادي قاسم كنعان الذي استهداف من خلال تجاوزات “مذهبية استفزازية” حصلت أثناء التشييع بغارة اسرائيلية، كادت الأمور ان تتطور الى ما لا يحمد عقباه، بفعل رفع هتافات ورايات “يا حسين” و”لبيك يا زينب” خلال الصلاة في المسجد وموكب التشييع، من دون مراعاة لهوية البلدة، وبشكل استفزازي كاد أن يؤدي الى انفجار الوضع.

اعتبر اهالي شبعا ان حزب الله يحاول “فرض آرائه ومعتقداته بالقوة”، خصوصا ان الفقيد من عداد سرايا المقاومة وقد لا تتكرر فرصة حزب الله بدخول البلدة من بابها العريض علما ان شبعا لم تكن يوماً خنجراً في ظهر من قاوم العدو، لكنها لن تسمح بالمساس بخصوصيتها أو بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية فيها”.

كان الاجدى بحزب الله أمام خطر الإعتداءات الاسرائيلية الغاشمة التي لم توفر القرى والمنازل والشباب التمسك بوحدة الصف والكلمة، وتجنب أي تصدع داخلي أو فتح أبواب الإنقسامات والفتن التي قد تكون لها عواقب وخيمة يدركها حزب الله لكن يأسه وفشل محاولاته المتكررة في تكريس امر واقع استحقت بنظره تلك المغامرة، او ربما لم يتوقع ردة الفعل تحت اصوات المسيرات وهول القذائف.