عام الا بضعة اسابيع على هجرة الإسرائيليون من مستعمرات الشمال الى داخل الكيان هربا من صواريخ حزب الله، وهو الحال نفسه لجنوبيين وهاجروا من الحدود الى صور والنبطية وصيدا، ومن امتلك الى المال سبيلاً، طرق ابواب الشمال وجبيل والمصايف في الجبل.
نزوح قهري داخل الوطن يكلف الالاف الدولارات شهرياً، والصرف من “اللحم الحي” وسط انهيار اقتصادي وارزاق مدمرة.
عدد النازحين اللبنانيين من الجنوب نحو 120 الف شخص، بينما مئات العائلات الجنوبية تركت لبنان وقررت الاستقرار في الخارج ونقلت اشغالها ومدارس اولادها الى غير رجعة
فمن وجد في جيبه بضعة الوف من الدولارات حزم حقائبه، واغترب مجدداً مع عائلته الى افريقيا واوروبا وربما كندا واميركا، وحمل معه “شقاء العمر” وثمن كل املاكه التي باعها بسعر بخس، اضافة الى مئات الشهداء من شباب الجنوب على “طريق القدس” في حرب لا افق لها حتى الآن.
صحيح ان الحرب المحدودة جنوباً بسقف موانع اميركي يطوق توسعها، لكنها توسعت واتخذت ابعاداً خطيرة وغير محدودة مع توسيع البقعة الجغرافية من الجولان الى عكا وصفد وصولاً الى البقاع والداخل السوري.

قد يظن البعض ان الامور لا تزال مضبوطة بقرار من الطرفين (الحزب واسرائيل) لا يريد توسعة الحرب ولكن حرب الاستنزاف الامنية والعسكرية المتبادلة تضع النازحين والمدنيين واللبنانيين في منتصف “العلقة”.
يبدو ان اللبناني اعتاد على المعاناة لا بل يتعايش معها كواقع يومي، لكن الى متى سيبقى يحمل فراشه في يد وفي اليد الاخرى يتمسك بسلم الهبوط الى جهنم.