كل طرف يرد وينتظر، ويترك المبادرة لعدوه، ولكن اسرائيل تبقى هي المبادرة في الحرب، وهي ستستمر في عمليات الاغتيالات بشكل موازٍ. وحزب الله يؤكد أنه لا يخشى الرد، وإن كان الرد محدوداً.
ليس هناك من مؤشرات للحرب، رغم انزلاقات لا تبدو خطيرة جداً، بل ما تزال تحت السيطرة من كل الأطراف… بانتظار الرد الإيراني على اغتيال اسماعيل هنية.
أكثر من توسيع لقواعد الاشتباك وأقل من حرب شاملة، وضربات دون خسائر، ولا نوايا لا لحرب شاملة او إقليمية. رسائل الردود والردود المضادة، يوجهها صاحب الضربة الى جمهوره والى أصدقائه أكثر منها لعدوه، في الجانب الآخر، المنطقة “تغلي” ولكنها “لا تفور”.
تكرر ما حصل في ردود إيران على مقتل قاسم سليماني وعلى قصف قنصليتها في دمشق، فالأهداف سياسية أكثر منها عسكرية، وعسكرية ولكنها ليست استراتجية، بمعنى أنها لم تستهدف منشآت نفطية، نووية، أو حتى ميناء حيفا أو مطار بن غوريون، أو داخل تل أبيب. حجم الخسائر الاسرائيلية مادي ومحدود جداً. والرد الاسرائيلي الاستباقي، كما الرد اللاحق كان موضعياً وغير استراتيجي. كل ذلك يعني أن هناك التزاماً بقواعد اشتباك تتوسع شيئاً فشيئاً، ولكن من دون أن تصل الى مستوى الحرب الشاملة.
الأجواء الحقيقية هي أجواء حرب في لبنان كما في الداخل الاسرائيلي، فحركة الملاحة الدولية تتأثر. ومطار بن غوريون يقفل لساعات، فيما لا تزال شركات الطيران بعيدة عن ارسال طائراتها الى مطار بيروت.
الكاتب: سمير اسكاف