انتظر العدو والصديق “الرد” على اغتيال فؤاد شكر، ولكنها لم تأت كما وعد نصر الله جمهوره برد خارج الحسابات والضوابط، وخطابه وعلى غير عادة لم يحمل عبارات النصر فيما الرسائل المتبادلة بين الحزب واسرائيل تؤكد أن لا تصعيد خارج المألوف.
برر نصر الله تأخير الرد بقوله: “كنا جاهزين بعد تشييع الشهيد السيد محسن، والتأخير سببه أولًا حجم الاستنفار الأمني والاستخباري الإسرائيلي والأميركي، فالعجلة كان من الممكن أن تعني الفشل” وكأنه لم يفشل.
أضاف: “هذا الاستنفار والتعب النفسي كان من المفيد أن يستمر وسيستمر” وكأن المعارك والحروب تخاض في رحلات استجمام، وأشار نصر الله “تريّثنا لنعطي الفرصة للمفاوضات لأن هدفنا أساسًا هو وقف العدوان على قطاع غزة”، لا ازالة اسرائيل من الوجود كما يدعي دائما.
وعلى ما يبدو فإن العدوى الايرانية والسورية قبلها قد تغلغلت اكثر واصبحت عدوى عامة في محور المقاومة إذ من بين المبررات التي ساقها نصر الله لتأخير الرد وبالرد نفسه بدا أكثر ارتباكا بقوله: “إذا كانت نتيجة عملية الرد الأولي مرضية فإن عملية الرد تكون تمت وإذا لم تكن كافية فنحتفظ بحق الرد”. العبارة التي تفتح مجالا للكثير من التحليل والتأويل والأسئلة هل هو راض عن هذا الرد؟ وهذا لم يقله نصر الله إذ لم يعلن كعادته عن أي انتصار.
كان ينبغي أن ينهي نصر الله كلمته بعبارة لرفع المعنويات والعنتريات بعد الرد الباهت، فوعدنا بإجتياح اسرائيل بفرقة موسيقية.