موقع لبنان على الشريط الساحلي كصلة وصل بين الشرق والغرب جعله دائما محط اهتمام الغزاة والطامحين، فمرت عليه كل الحضارات وحكمته حضارات واستوطنت فيه حضارات اخرى لعقود.
يتغنى جزء من شعبه بأنهم فينيقيو الاصل، والجزء الاخر يفتخر بهويته العربية، وجزء رصين وعاقل لا يؤمن بصراع الحضارات ويعتبر ان التطور الانساني والحضاري يأتي بتزاوج الحضارات وتفاعلها مع بعضها لتكون هوية وطنية جامعة.
اذا عدنا الى اسماء البلدات والقرى في جبل لبنان تحديدا، بلدتين فقط لهما تفسير باللغة العربية هما برج حمود وجسر الباشا، بينما القرى والبلدات الاخرى تسمياتها آرامية او سريانية، والاراميون والسريان ليسوا عربا ولم توصلهم الفتوحات العربية الى اراضينا. وحتى اللهجة اللبنانية ليست لهجة عربية، وبنسبة كبيرة المصطلحات والعبارات التي تستعمل في اللغة المحكية اليومية تغلب عليها العبارات السريانية والارامية. واذا لم نكن عربا، واندثرت الامة الارامية والسريانية فمن نحن؟ شعب بلا هوية؟
نحن لبنانيون بهويتنا اللبنانية، عربيون لاننا جزء لا يتجزأ من العالم العربي، وبلدنا من البلدان المؤسسة لجامعة الدول العربية، عاداتنا وتقاليدنا ولهجتنا مختلفة عن محيطنا، تماما كما لهجة المغرب وتونس والجزائر مختلفة عن اللهجة الخليجية، وتماما كما لهجة العراق تختلف عن سوريا وفلسطين.
نحن شعب تزاوجت الحضارات على ارضه، فأعطتنا هوية اقليمية فريدة من نوعها مزيج من الفينيقية، البيزنطية، الصليبية،المملوكية، العثمانية، والعربية. وفي السنوات الاخيرة بدأ يدخل عنصر جديد على الهوية اللبنانية هو العتصر الفارسي او الايراني والذي تقاومه الهوية اللبنانية ولم تستسلم له بعد.