ينضم ابراهيم كنعان إلى قافلة النواب الذين سبقوه استقالة أو فصلاً. واستقالته لم تأت مفاجئة، إنما بادر إليها بعدما لاقت مبادرة لم الشمل التي طرحها في منتصف الشهر الحالي رداً سلبياً من التيار.

هذه الاستقالة انضمت إلى مجموع استقالات ساهمت جميعها في تقليص كتلة “لبنان القوي”، لتصبح 13 نائباً بعدما كانت 21 نائباً، إذ سبق أن سجّل أيضاَ في الشهور الماضية خروج النواب: محمد يحيى، هاغوب بقردونيان وهاغوب ترزيان، وإقالة نائب زحلة، وزير الصناعة جورج بوشكيان، الياس بو صعب وآلان عون وسيمون أبي رميا.

إلتقط النواب أنفاسهم بعدما ضاقوا ذرعاً من تهميش ملاحظاتهم والمس بكرامتهم والتطاول عليهم بالشخصي. وليس مبالغة في القول أنّ النائب كنعان كان سباقاً في طرح المساعي والمبادرات لمعالجة الشوائب، فأطلق نداء لجمع الشمل في التيار وقبل ذلك عقد اجتماعات مع رئيس التيار النائب جبران باسيل لم تفض إلى أية نتيجة.

فكنعان المناضل والذي كان دائمًا إلى جانب الرئيس ميشال عون وهو الذي ساهم في إنعاش علاقات سياسية وحزبية قطعت مع التيار، فكان صلة الوصل وصاحب الوساطة في “تفاهم معراب” الذي أدى الى انتخاب عون رئيسًا للجمهورية. كل ذلك تبخر وكأنه لم يكن.

اعتاد كنعان طوال عهد الرئيس عون أن تكون له محطة أسبوعية في قصر بعبدا، يتشاور معه في قضايا الموازنة وغيرها من القضايا المالية، كما اعتاد أن يكون متكلماً باسم التكتل في بعض الأحيان، لكن عون بادله الوفاء بعد استقالته بإتهامه انه ارتكب أخطاء و” تخبيصات” في لجنة المال والموازنة، ناسيًا ان كنعان هو المهندس “لسلسلة الرتب والرواتب” السبب الرئيسي في الانهيار المالي الحاصل، لأن التيار وبدعم من الرئيس عون أراد إقرارها دون دراسة دقيقة لكسب الوقت قبل الانتخابات في 2018، لتكون بمثابة رشوة انتخابية أمام الرأي العام، يستثمرها التيار في حملته الانتخابية.

ليس بجديد إنعدام الوفاء عند ميشال عون فهو الذي غدر بالرئيس أمين الجميّل، ليعود ويغدر بالقوات اللبنانية، وغدر بالضباط التي كانت معه في الحكومة العسكرية كاللواء عصام أبو جمرة، وغدر بـ 14 آذار فعقد اتفاق مار مخايل والذي على وشك الغدر به اليوم، وصولًا الى الغدر بالقوات اللبنانية مجددًا وعدم الالتزام بإتفاق معراب، وآخرها عدم الوفاء مع من رافقه في تأسيس تياره وكان الى جانبه طيلة مسيرته السياسية منذ 2005.