بعد اغتيال فؤاد شكر في حارة حريك بدأ عدد من سكان الضاحية بالانتقال للعيش في سوريا بدل الانتقال إلى مناطق لبنانية أخرى، لاعتبارات عدة.
بدلات الايجار التي يطلبها اللبنانيون من المكون الشيعي مرتفعة بعض الشيء ولكن اي مالك لا يمكنه ان يدقق في هوية الشيعي الذي يريد ان يستأجر منزله، وبالتالي قد يكون من يريد الاستئجار مسؤولا في حزب الله وقد تكون المسيرة فوق رأسه وإذا ما قررت اسرائيل اغتياله قد يصبح منزله ركاما فمن يعوض عليه؟
صحيح ان الإيجارات تبدأ من 700 دولار، وصولا الى 5000 دولار، ولكن ماذا لو أطلقت اسرائيل صاروخا واطاحت بالبناية كلها، فهل يكفي ما تقاضاه المالك في اعادة بناء بناية جديدة؟
بدلات الايجار في سوريا أدنى من لبنان، وابناء الطائفة الشيعية في الساحل السوري وفي الشام محط ترحيب خصوصا بعد تقديمهم هذا الكم الهائل من الشهداء لإبقاء بشار الاسد على رأس الحكم في سوريا.
من جهتهم يخشى مئات الآلاف اللاجئين السوريين إذا عادوا، فقد يتم اعتقالهم لارتباطهم الحقيقي أو المزعوم بالمعارضة أو تجنيدهم قسراً في الجيش. بينما يخاف آخرون إذا غادروا لبنان هربًا من الحرب، فقد يفقدون وضعهم كلاجئين، رغم أن بعضهم يعبرون ذهابًا وإيابًا عبر طرق التهريب دون تسجيل تحركاتهم.
وبما ان لبنان بلد العجائب، فإننا نلاحظ هجرة شيعية باتجاه سوريا، بينما لا تتوقف حركة النزوح السوري باتجاه لبنان.