مع اشتداد حدة المواجهات يوميا بين حزب الله واسرائيل، يبقى سيناريو مواجهة المفتوحة مرتبط بقدرات الطرفين، التكتيكات المحتملة، وكذلك الاستراتيجيات التي قد تتبعها كل جهة.
يمتلك حزب الله ترسانة صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى. تشمل كاتيوشا، وفجر 5، وزلزال، وفتح 110، وصواريخ دقيقة مثل فاتح-110 وتطويراتها. تمكن الحزب من استهداف مناطق واسعة داخل إسرائيل بما في ذلك المدن الكبرى مثل تل أبيب وحيفا.
وحدات حزب الله العسكرية تتقن حرب العصابات، والدفاع والهجوم البري، وهي تستند الى شبكة كبيرة من الأنفاق.
دفاعات الحزب الجوية محدودة تضم صواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف مثل SA-7 وSA-18 وهذا يبقي التفوق لصالح اسرائيل بينما شبكة الانفاق تعطي الحزب القدرة على ضرب صواريخه دون التعرض لكشف سريع أو قصف مباشر.
من ناحية اسرائيل يبقى التفوق الجوي ميزة لا يمكن مقارعته فيها خصوصا ان قواتها الجوية من الأكثر تطورًا في العالم، وتشمل طائرات F-35 وF-16 التي يمكنها تنفيذ ضربات جوية دقيقة.
أنظمة الدفاع الجوي كالقبة الحديدية (لصد الصواريخ قصيرة المدى)، ومقلاع داوود (للمدى المتوسط)، ونظام السهم (للمدى البعيد والصواريخ الباليستية)، عطل حزب الله جزء منها ولكنها قادرة على صد جزء كبير من صواريخ الحزب.
اما القوات البرية الإسرائيلية فهي رغم عتادها المتطور الا انها واجهت اخفاقات كثيرة في حرب تموز 2006 وهي امام امتحان خطير اذا ما اعطيت الاوامر للتوغل البري.
لكن لاسرائيل مضمار تتفوق به على الجميع وهو نقطة قوتها في الاستخبارات والتكنولوجيا والذي تعتمد عليه في ضرباتها الوقائية.
اذا كان تكتيك حزب الله يعتمد على إمطار اسرائيل بالصواريخ واستدراجها الى التوغل البري وتجهيز مقاتليه لنصب الكمائن والاستهدافات النوعية والالتحام المباشر، يبقى الرهان على حجم المعلومات التي جمعتها اسرائيل في “بنك اهدافها” لضرب مستودعات الأسلحة، ومراكز القيادة، والبنية التحتية للحزب الله لإضعاف قدراته.
اما مسألة العمليات البرية والتي هي ضرورية لتبديل موازين القوى فيبقى الضغط على اسرائيل لاثبات ان قواتها قادرة على مقارعة الحزب لذلك قد تلجأ اسرائيل الى عمليات برية محدودة للاستيلاء على مناطق استراتيجية، لكنها ستتجنب الغرق في حرب عصابات طويلة الأمد.
هذا السيناريو يعتمد على تقديرات تحليلية ويمكن أن يتغير بناءً على تطورات الأحداث وتدخل الأطراف المختلفة.