تم توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، على خلفية تحقيقات تتعلق بالفساد المالي. متهم بالضلوع في قضايا تتعلق باختلاس أموال عامة، وغسل الأموال، والإثراء غير المشروع خلال فترة توليه منصب حاكم مصرف لبنان.
تحقق السلطات اللبنانية والعديد من الدول الأوروبية في تحويلات مالية كبيرة يُشتبه بأنها تمت بشكل غير قانوني إلى حساباته الخاصة في الخارج.
التحقيقات الأوروبية تلعب دورًا مهمًا في القضية حيث تُركِّز على تحويلات مالية مشبوهة وغير شفافة استثمرت في ممتلكات لسلامة وأفراد من عائلته في تلك الدول. التحقيقات تتضمن فحص الحسابات المصرفية، المعاملات المالية، وشراء العقارات الفاخرة في أوروبا.
وزارة الخزانة الأمريكية لم تُعلن رسميًا عن دور مباشر في التحقيقات الخاصة بسلامة، ولكن من المعروف أن الولايات المتحدة تلعب دورًا مهمًا في مراقبة الأنشطة المالية العالمية، وخاصة ما يتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. إذا ثبتت التهم ضد سلامة، فإن وزارة الخزانة الأمريكية قد تتدخل من خلال فرض عقوبات مالية، أو تجميد أصوله إذا كانت موجودة في الولايات المتحدة أو تتعامل بالدولار الأمريكي.
توقيفه داخل لبنان قد يكون جزءًا من محاولة السلطات اللبنانية لإظهار استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي ومحاسبة المسؤولين عن الأزمة المالية، كما يعتقد البعض بأن توقيفه في لبنان يمنع تسليمه الى دول اوروبية لان القضاء اللبناني يحقق معه، وقد يكون توقيفه اتى بإتفاق ضمني يمنع انكشاف التجاوزات التي اقدم عليها وبالتالي توقيفه يأتي قي سياق حماية المنظومة لاركانها وعدم كشف الحقيقة.
لسلامة القدرة على فضح المنظومة إذا اختار ذلك. كونه حاكمًا لمصرف لبنان لمدة تقارب ثلاثة عقود، سمح له موقعه على الاطلاع وتمرير التفاصيل الحساسة المتعلقة بالسياسات المالية والاقتصادية، وكذلك بالتواطؤات المحتملة بين السياسيين والمؤسسات المالية.
إذا شعر سلامة بأنه مُستهدف بشكل غير عادل أو إذا تم تقديمه ككبش فداء، فقد يلجأ إلى الكشف عن معلومات يمكن أن تُحرج أو تضر بالعديد من الشخصيات السياسية والمالية. هذا السيناريو قد يخلق توترات كبيرة داخل النظام، خاصة إذا كانت تلك المعلومات تتعلق بعمليات فساد أو تلاعب مالي تورطت فيها شخصيات بارزة.
ومع ذلك، مثل هذه الخطوة قد تكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة له، حيث يمكن أن تعرّضه لردود فعل قوية من القوى المتورطة، وربما تؤدي إلى تصعيد إضافي في وضعه القانوني أو حتى تهديدات على سلامته الشخصية، لذلك من المرجح ان توقيفه مسرحية اعتمدتها المنظومة بالتنسيق معه لحمايته وحماية نفسها.
