حالة حزب الله في لبنان، حالة استثنائية وغريبة عن المجتمع اللبناني، تتمدد العادات والتقاليد التي استحدثها في ممارساته كالنار في الهشيم بحيث بات اي استحقاق ديمقراطي او اي قرار سياسي لا يمر الا بموافقة حارة حريك، واذا لم توافق القيادة في سراديب الضاحية تتعطل كل الاستحقاقات او تؤجل. يتمدد حزب الله في لبنان كمرض السرطان في جسم ضعيف لا قوة لديه للمواجهة الا بتناول المسكنات والتي يمكن ترجمتها بخطابات قادة الاحزاب المعارضين له.
للانتهاء من حالة حزب الله يجب تعريته كليا عبر استهداف الأسس الإيديولوجية والمعتقدات التي يرتكز عليها الحزب في بناء قاعدته الشعبية ودعم مواقفه السياسية والعسكرية.
يبني الحزب شعبيته على فكرة مقاومة إسرائيل، وهذا يسجل له في الداخل اللبناني، لكن ما كان دور حزب الله العسكري في الصراع في سوريا؟ وما دور حزب الله في دعم الحوثيين في اليمن؟ وفي القتال في صربيا، وفي المساهمة بالانقلاب في البحرين، وفي تدريب عناصر الحشد الشعبي في العراق؟ هل كان يقاوم اسرائيل؟
يعتمد الحزب على تفسير شيعي محدد يُروج لفكرة ولاية الفقيه كمرجع ديني وسياسي، وهذا التفسير يتناقض كليا مع المبادئ الإسلامية العامة التي تدعو إلى التعددية والشورى، وهذا دليل اضافي على استعمال الحزب الدين لغايات اخرى.
يدعي الحزب تمثيل الشيعة ويطالب بخطاب وطني بينما يستفز الطوائف الاخرى ويعزز الانقسامات ويغذي العداء بين الطوائف، وأخطر ما قد يواجهه الحزب داخليا مطالب وطنية عابرة للطوائف يحملها المجتمع ولا تتدخل بها الاحزاب، والدليل ان اكثر ما اقلق الحزب ثورة 17 تشرين بمطالبها التي لا يمكنه التفاوض مع احد عليها ولهذا شيطنها نصرالله واعتبرها ثورة سفارات لان المقايضة معها مستحيلة.
لا يكفي مهاجمة الحزب اعلاميا، لان بيئته متضامنة معه، لكن تقديم بدائل أكثر واقعية وملائمة قد تكون المدخل، ولهذا يمنع حزب الله قيام الدولة لان تقديم الخدمات يجب ان يمر حصرا من خلاله.
القضاء على حزب الله “كمص القصب عقدة عقدة” يبدأ اولا بتجفيف مصادر تمويله وهذا ما تنفذه العقوبات الدولية على إيران وعلى شخصيات شيعية بارزة في العالم. ضبط الحدود اللبنانية لمنعه من الاستمرار بإدارة الاقتصاد غير القانوني من خلال التهريب وغسيل الاموال وتجارة المخدرات. كما على الامم المتحدة التشدد مع الحكومة اللبنانية لتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان واولها القرار 1559 و1701.
على دول الخليج الضغط على حزب الله من خلال دعم معارضيه في الداخل لتعزيز حضورهم في الدولة وليّ ذراعه سياسيا من خلال القرارات الوزارية والنيابية التي تقلص من حضوره. كما يمكن المراهنة على ثورة شعبية جديدة خصوصا مع استمرار الأزمات الاقتصادية، وهذا ما قد يؤسس الى تحالفات سياسية جديدة صلبة بوجه الحزب وتتعالى عن التسويات والمحصصات معه.