في ظل التوتر المتزايد بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على طول الحدود الجنوبية للبنان، ارتفعت مؤشرات احتمال قيام إسرائيل بعملية عسكرية واسعة النطاق.
إن زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب الاخيرة زادت من حدة التوتر، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب لقائه هوكشتاين استعداد حكومته لتوسيع العمليات العسكرية في الشمال، وقال: “من دون تغيير جذري في الشمال الإسرائيلي لن يعود السكان الى منازلهم ومناطقهم التي نزحوا منها بسبب اعتداءات حزب الله”.
وجاءت زيارة هوكشتاين في إطار مساعٍ دولية لتجنب تصعيد الوضع الميداني شمال إسرائيل، حيث أشار محللون إلى أن هذه الزيارة ربما كانت “المحاولة الأخيرة” للتوصل إلى حل دبلوماسي، يُعيد الاستقرار إلى المنطقة أو يمهد الطريق لعملية عسكرية برية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
وفي حال فشل الحل الدبلوماسي، فإن احتمالية شنّ إسرائيل لعملية برية ضد حزب الله واردة، وإن تمت، ستشمل دخول القوات الإسرائيلية عبر القطاعات الحدودية الثلاثة: الشرقي، الغربي، والأوسط، والهدف المحتمل سيكون احتلال القرى المدمرة والخالية من السكان، ليتم استخدامها كورقة ضغط تفرض إسرائيل شروطها التي تهدف لعودة المستوطنين الإسرائيليين الى الجليل.
وهنا يذكر ان المناطق الحدودية المدمرة بالكامل اليوم هي نفسها التي دمرها الإسرائيلي ليجتاح عبرها لبنان في العام 1982.
تتضح الصورة يومًا بعد يوم أن الحل الوحيد لجنوب لبنان مرتبط بتنفيذ القرار الأممي 1701، الصادر بعد حرب 2006، مع تعديلات وآليات جديدة تتضمن مراقبة تنفيذه بشكل فعال من كِلا الطرفين.