التحديات على حزب الله تزداد خصوصا التحديات الوجودية التي تتعلق بمدى وقدرته على الاحتفاظ بقاعدته الشعبية، بعد ان “تتفرقع” قياداته كـ”البوشار” فيما ردوده متواضعة جدا جدا الى درجة اصبحت كل اطياف المجتمع اللبناني تشعر بأن الحزب وهم اكثر مما هو حقيقة.
الحرب المستمرة دفعت بالعديد من أنصار حزب الله إلى البحث عن طرق للهروب من الأوضاع الصعبة، لتكون الهجرة الى الخارج الحل الأمثل لمن فقدوا الأمل بعودة الحياة إلى طبيعتها.
ينقسم المغادرون إلى ثلاثة أصناف:
الأول: يغادرون لفترة قصيرة ولا يخططون للاستقرار في الخارج.
الثاني: يغادرون بهدف الاستقرار لفترة طويلة، ويتوجهون عموماً إلى بعض دول أوروبا والخليج العربي، بحسب قدرتهم على الحصول على تأشيرات دخول، ويرتبط الأمر أيضاً بوجود أقارب لهم فيها.
الثالث: الهجرة غير الشرعية، وبطبيعة الحال فإن الوجهة المتاحة هي سوريا، وتسيطر على طرق التهريب بين البلدين مجموعات تابعة للحزب ويتم تسهيل عبور البعض بمقابل مالي، بينما يتم نقل عائلات أخرى مجاناً بهدف إسكانهم في بعض المناطق السورية، التي يمتلك فيها الحزب نفوذاً واسعاً، كجنوب دمشق، وحريتان في ريف حلب، وتفيد تقارير بأن الناس يدفعون رشاوى تصل إلى 5000 دولار أمريكي، للعبور من لبنان إلى سوريا للفرار من الحرب.
ويتخذ لبنانيون تركيا وليبيا، كمحطتين للهجرة غير الشرعية، باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، حيث يغامرون بمخاطر رحلات التهريب عبر البحر، أملاً بالوصول إلى حياة جديدة، بعيداً عن الحرب والوضع الاقتصادي الكارثي.
تتزايد الضغوط على حزب الله، الذي بات يواجه صعوبة أكبر في إقناع قاعدته الشعبية، بأن استراتيجيته الحالية تخدم مصالحهم. ومع ذلك، يبدو أن الحزب لا يزال مصرًا على مواصلة التصعيد، حتى مع تزايد الأصوات داخل لبنان، التي تشكك في جدوى هذه الحرب المستمرة.