يواجه حزب الله اليوم مأزقين، الاول خارجي مرتبط بإسرائيل وحلفائها الذين يريدون حماية اسرائيل من ترسانة الحزب الصاروخية، بينما الثاني يتمثل بمعارضي الحزب في الداخل الذين يبحثون عن مخرج لحماية أنفسهم من رصاص حزب الله الطائش والموجه ومن عبواته الناسفة التي لم توفر رجال الاعلام والفكر والنواب والوزراء، حتى المصورين والقبطان البحريين.
المأزق الاول قد سينحسر او يتطور او يتفاقم باتفاق متعدد الاطراف يضمن حدود اسرائيل ويبعد حزب الله عن الحدود معها.
المأزق الثاني وهو الاخطر بالنسبة لحزب الله لان خصومه الداخليين يحترمون مأزقه الاول ويقدرون تضحياته ولكنهم لا يترددون في ابلاغه علنا بأن فور الانتهاء او تجميد المأزق الاول فسقف المواجهة معه سيبدأ بتطبيق القرار الدولي 1559 الذي يدعو الى تسليم سلاح كل الميليشيات اللبنانية الى الجيش اللبناني.
سنعود الى المواجهة السياسية المفتوحة كما حصل بعد ثورة الارز، ولا ضمانة الا يعمد حزب الله الى اعادة تصفية معارضيه كما عمد في السابق، كل المؤشرات تدل الى انفجار داخلي مرتقب، والرهان كل الرهان الا تطول الحرب من جهة، وعلى قدرة الجيش اللبناني في وئد الفتنة في مهدها.
رفض التعايش مع السلاح غير الشرعي هو شغل اللبنانيين الشاغل، والشعارات التي يرفعها حزب الله متغنيًا بالوحدة الوطنية حول سلاحه باتت كحفلة “زجل”، ومصير حزب الله كمؤسسة بات بيده اما يحافظ عليها بشقها السياسي فقط واما سيدفع بمعارضيه الداخليين الى عدم الموافقة على انصاف الحلول في “التخريجة” التي ستعتمد لإنقاذ حزب الله من المأزق الاول.