التباطء الاسرائيلي في العمليات البري يعود الى عاملين اساسيين، الاول مرتبط باستعدادات حزب الله وعجز اسرائيل عن تدميرها كليا حتى الساعة، والثاني يعود الى سياسة التأني التي اعتمدتها إسرائيل منذ معاركها في غزة حتى اليوم، واساسا لا ضغط دولي عليها حتى الساعة يطالبها بالوقف الفوري لإطلاق النار وبالتالي الافق السياسي لعملياتها مفتوح وليس محددا بفترة زمنية.

حتى الساعة نجحت اسرائيل في اغتيال قيادات حزب الله من الصف الاول والثاني والثالث، كما نجحت في ابتكار نظام spoofing الذي تستعمله لإعادة توجيه الصواريخ الدقيقة والبالستية لإسقاطها في اماكن مفتوحة او لإعادتها لتنفجر في المنصات التي أطلقت منها، وميزة حزب الله وتفوقه اليوم يعتمد على التلاحم البشري في صد الغزو في الجنوب من جهة وفي قدرته على ارسال المسيرات واستعمالها سواء على الحدود او في العمق الاسرائيلي.

مما لا شك فيه ان أي اجتياح بري للبنان يتطلب تحضيرات كبيرة، لأن حزب الله لديه خبرة في حرب العصابات ويعرف التضاريس الجبلية التي يتمركز فيها. لذلك، قد تكون إسرائيل تنتظر لحظة مناسبة أو تعمد الى عزل حزب الله من خلال اعتماد مبدأ الحصر والاطباق نظريا الان تمهيدا لتنفيذه واقعيا عبر عمليات إنزال جوي محددة تترافق مع تغطية مدفعية.

لا شك ان قوة اسرائيل كبيرة جدا ولا تقارن بقوة حزب الله، ولا شك ايضا ان الهدف الاسرائيلي اليوم ليس انتصارا سياسيا من خلال القرار الدولي 1701 مقابل شبه هزيمة عسكرية. ما تتطلع اليه اسرائيل انتصار سياسي كامل يضمن حدودها الشمالية لعقود طويلة من خلال اتفاق سلام مع الدولة اللبنانية وهذا ما يبرر المطالب الدولية بانتخاب رئيس.

وكي تنجح اسرائيل بالمطالبة باتفاق سلام يفترض ان تفرض امرا واقعا عسكريا يجبر الاطراف اللبنانية الى التنازل والجلوس لمناقشة هدا اتفاق، القصف والتدمير الجوي لا يكفي وما يحتاج اليه العدو السيطرة على اجزاء من لبنان ووضعها تحت سيطرته ويشترط الانسحاب منها باتفاق سلام.

المحاور المحتملة للهجوم:

المحور الساحلي: من الناقورة إلى صور وصيدا.

المحور الجبلي: من مرتفعات جبل عامل باتجاه نهر الليطاني.

المحور الشرقي: من بلدة مرجعيون باتجاه البقاع الغربي.

وهذا المحور بالتحديد هو “الخاصرة الرخوة” لحزب الله لان المنطقة لا تضم الا عدد قليل من البلدات الشيعية ولكنها في أسفل السلسلة الغربية فيما التقدم سيكون على أسفل السلسلة الشرقية، والتقدم السريع في هذا المحور سيمكن اسرائيل من قطع طريق بيروت الشام، وقطع البقاع الشمالي عن البقاع الغربي وبيروت.