الآلة العسكريّة الإسرائيليّة تتوسّع في عمليّاتها إلى كلّ مكان يتحرّك فيه الحزب، كأنّنا في أجد العاب الـ “الفيديو”، يعجز اي مخرج عن تشخيصها في فيلم واحد.
القائمين على السّلطة وأبرزهم نبيه برّي، يتوهم أنّه قادر على العودة إلى ما قبل ٨ اكتوبر. يصرّ على عدم تعديل القرار 1701، ويناطح رأسه برأس بنيامين نتنياهو.
برّي، “يداكش” من حساب شريكه، وليس لديه ما يخسره، بلّ على العكس، هو في الواقع رابح. هو ليس جزءًا من هذه الحرب، ولا يضحي بدماء شباب الحركة. تدمير حزب الله، وآليّته العسكريّة والبشريّة، تزيد من قوّته الفعليّة على أرض الصّراع ضمن البيئة الشّيعيّة، وتجعله الوريث الرّئيسي لقاعدة الحزب والطّائفة. من هنا يلعب بري ورقة حزب الله العسكرية بأسلوبه السياسي وعينه على هزيمة غريمه في الميدان وفي اروقة الامم المتحدة.
يحاول الاستمرار في تعطيل جلسات انتخاب رئيس جديد للجمهورية لتبقى اوراق التفاوض في يديه ليسخرها في اضعاف غريمه، مشكلته أنّ الولايات المتّحدة ترى ذلك، وقد تتحرّك لفرض عقوبات عليه، فهل يرتدع أم يتحوّل جزءًا من الحرب الجارية؟
كلّ ذلك يبدو كأنّه صحن “مقبّلات” على الطاولة، إسرائيل تقاتل ميليشيات خارج الشّرعيّة الوطنيّة والدّوليّة، ولا غطاء شرعيّ لها أبدا، إلّا مؤسّسها، ومموّلها، ومسلّحها، ومدرّبها، وموجّهها إيديولوجيّا، وثقافيّا، وعسكريّا، أيّ إيران، وهي بدورها تقدّم بيد كلّ آليّات الحرب لأذرعها، ثمّ تعلن أنّها غير معنيّة بما تقوم به هذه الأذرع، فيخرج المجتمع الدولي بقرارات تنهي المائدة، ما لم يكن الطّاهي قد أنجز الصّحن الرّئيسي.
انتهى زمن ألعاب الخفّة، وفهمت طهران أنّها صارت جزءًا من الحرب من دون الحرب، اما اسرائيل فقد أعلنت أنّها على وشك تنفيذ هجوم على إيران. فهل هذا هو الصّحن الرّئيسيّ الذي طال انتظاره، من قبل الجالسين على طاولة المجتمع الدّولي؟