قبل هجوم 7 أكتوبر ابلغ ولي الفقيه إسماعيل هنية أن السلام الإبراهيمي لن يتحقق، وأن الصهاينة سيتحملون فشلاً ذريعاً، فجاءت أحداث السابع من أكتوبر التي شكلت كابوساً ثقيلاً علينا وعلى العالم وقضت على الآمال.

تابعت السعودية مشروع الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة بصورة جادة، وكانت إسرائيل واثقة من أنها من خلال إقامة علاقات مع أكبر بلد عربي وإسلامي وأكثرها ثراءً ستجتاز الخوف من الحرب والإرهاب، وكانت تستعد لتقديم نفسها ليس كعدو بل كصديق لتترك الأراضي التي احتلتها عام 1967 والقبول بحل الدولتين.

قبل 7 أكتوبر كان الرعيل الأول والثاني والثالث والرابع من قادة حماس وحزب الله أحياء، وكانوا يعملون جاهدين للامتثال لأوامر ولي الفقيه، كان الحوثيون يتلقون في الحديدة الآف الأطنان من المواد الغذائية والأسلحة والدواء من إيران، وتصدير البضائع من اليمن كان يقتصر على هذا الممر المائي، لكن اليوم وبسبب الامتثال لأوامر ولي الفقيه لم تبقَ الحديدة، وساد العوز.

سيناريوهات المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية يمكن تلخصيها بـ”عليَّ وعلى أعدائي”، أي أنني سأقوم بتدمير وأتعرض للتدمير. أما السيناريو الآخر فيتمثل بضربات تثير الهلع والخوف الايراني لكيلا يتجرأ على تكرار بطولاته.

ستقبل حماس شروط السلطة الوطنية وتطلق إسرائيل سراح مروان البرغوثي، ويفوضه محمود عباس رئاسة الوزراء وتبدأ عملية تنفيذ مشروع الدولتين بدعم سعودي.

وتشكل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الحوثيين وائتلاف الأحزاب المختلفة ويضطر عناصر الحرس الثوري إلى ترك الأراضي اليمنية. ويشكل مصطفى الكاظمي حكومة في العراق ويستأنف منع التدخلات الإيرانية.

النقطة المقابلة لهذه التوقعات مظلمة وثقيلة تتمثل باستمرار القتل ودخول الإسرائيلي واجتياز نهر الليطاني إلى بيروت، وفي مثل هذه الظروف قد تتجه إيران نحو التجزئة.