وصل العجز السياسي نتيجة الاستنماء الفكري عند أهل المقاومة وكتاب مقالاتها، ووجوهها الاعلامية الى الردّ على منطق معارضيهم، بالشّتم والتّخوين، أو التّهديد.
بالنسبة لهم لا حلّ إلّا بإزالة إسرائيل من الخارطة، وواجب عليم ان تصفّق للصّواريخ ولو كانت معدودة التي يطلقها الضباط الإيرانيون من أراضينا الوطنيّة، بعيدا عن بلدهم. لا يجب أن تدمع عيناك لما تراه من قتل، وتدمير، وتشريد، بلّ يجب أن تقول: الموت تحت الرّكام، وفي الشّاليهات والسّيارات، وعلى الدّراجات، وبالبيجرز، هو استشهاد ومطلب وشرف، وأنّ دمار القرى، والمدن، والمباني، هو شهادة على البأس، وصلابة في الإيمان.
التمسك باتفاق الهدنة مرفوض، بينما يتمسكون بالقرار ١٧٠١جزئيا اي الانسحاب فقط الى شمال الليطاني كع احتفاظهم بكامل سلاحهم للاستمرار بالاستقواء فيه على الداخل. اتّفاق الهدنة، يمنع الاشتباكات العسكريّة بين الجانبين برعاية أمميّة، ووفقا للفصل السّابع، ويضع مسؤوليّة الأمن على طرفي الحدود، بعهدة الحكومات الشّرعيّة في البلدين، وبعهدة الجيشين الرّسميّين، بمراقبة دوليّة.
يرفض أهل المقاومة اتفاق الهدنة، لأنه يمنعهم من ابقاء الجبهة مفتوحة، وينهيهم عن تحقيق شعار تحرير القدس. يريدون وضع دور الدّولة والجيش في خدمة المقاومة، ممّا يساهم من خلالها، بإقامة توازن رعب. ويل لنا إذا قلنا، أنّ توازن الرّعب هذا، هو لخدمة إيران. نعم إيران، وليس لبنان، عبر ميليشيات شيعيّة ملحقة بها. هنا نصبح هدفا لعناصر المقاومة الولجة بتأديب أمثالنا.
الولايات المتحدة تحاول تناسي اتفاق الهدنة وتسعى لإعادة رسم الحدود البرّيّة بين إسرائيل ولبنان، بحجّة أنّ الخطّ الأزرق، وفقا للقرار 1701، مؤقّت، ويتجاهل نصّ اتفاقية الهدنة بشأن الحدود المعترف بها دوليّا، وبموافقة إسرائيليّة. سنخسر مع التّرسيم البرّي عملا بالقرار 1701، جزءا مهمّا من أراضينا لا سيّما في مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا. ومن المضحك المبكي، أن ترسيم الحدود البحريّة، تمّ قبل ترسيم الحدود البرّيّة. خسرنا مساحة واسعة من مياهنا الإقليميّة، ومن ثروتنا النّفطيّة.