اوهمت المقاومة الشعب اللبناني وبيئة المقاومة، بقدرتها على إقامة توازن رعب مع الإسرائيلي، وبإجباره على التقيد بقواعد الإشتباك من خلال التصاريح التلفزيونية والخطابات والمؤتمرات الصحفية لقادة المحور ومسؤوليه، ومن خلال المحللين المنفصلين عن الواقع، والذين يُشبهون المبصّرين والبصّارات، ويدّعون معرفة ما يمتلك المحور من قدرات عسكرية، ويقولون ما تمليه عليهم الدوائر الإعلامية التي يزورونها، قبل كل إطلالة لهم على الوسائل الإعلامية، طمعاً بالإكرامية المادية.
اظهرت الأحداث عجز حزب الله في الدفاع عن نفسه وقادته وحتى امينه العام، فإنقلبت الوعود باجتياح الجليل الأعلى، إلى دخول الجيش الإسرائيلي الى القرى الحدودية وتدميرها وجرفها، وتفجير الأنفاق و”صب” فتحات ما تبقى منها.
باع محور الممانعة جمهوره فكرة ان “مجاهديهم” سوف يقتحمون اسرائيل دفعة واحدة ومن كل الجبهات وبأسلحة نوعية، وسيكتب النصر المحتم لها خلال ساعات معدودات، وأن صلاة الجماعة سوف تكون في المسجد الأقصى عند الزوال. فإذا بأهل الجنوب والبقاع والضاحية، من يُحارب بهم ويدفعون الثمن وبات يتصدقون على “باب الله” وكرم “صهاينة الداخل”.
إكتشف القليل منهم حقيقة الأمر، وتمسك أصحاب الفكر الإيديولوجي المغلق بأفكارهم القديمة، التي تم زرعها في رؤوسهم من خلال النظام التعليمي الديني المتطرف، الذي ابدع في تربية الأجيال على النظرة المتعالية ضد الآخر، وعلى الفكر المغلق البعيد عن كل انفتاح على الحوار وتقبل الآخر، وعلى التصنيف القيمي المسبق للفئات الأخرى من الشعب اللبناني، على أساس المعتقد، وممارسة الشعائر الدينية وطريقة عيشهم اليومية.
زرعوا فيهم فكرة ضعف الدولة وأن الطائفة دارهم الحصين من طمع الطوائف الأخرى. فإذا بهم يواجهون المجتمع الدولي والعدو منفردين، غير قادرين على تحقيق أهدافهم، ومحرومين ممن يدافع عنهم ويتضامن معهم، في مواجهة التهم والقرارات الدولية ضدهم.
أصبح من الصعب عليكم خداع الشعب مرتين، والقلة التي تردد شعاراتكم كالببغاء، لم يعد صوتها يعلو على الفكر المبني على النقد، الذي كسر حاجز الخوف، وأصبح يطالب بمحاكمتكم، لأنكم لعبتم بمصيره.