لا هيبة، لا مضمون، لا كاريزما. هذه هي إطلالات نعيم قاسم منذ اغتيال حسن نصرالله ومنذ انتخابه خليفةً له.
يزداد مرة بعد مرة الانكسار في عزيمة القاعدة الشعبية للحزب مع كل اطلالة جديدة لنعيم قاسم، فهذه البيئة التي بايعت المقاومة منذ 30عامًا، كانت “مسحورة” بقائد خطيب يعتلي المنابر بهيبة استطاع ان يحول ولاء المناصرين من ولاء الى الحزب وتوجهاته الى الولاء لشخصه، لذلك كنا نسمع أثناء كلماته هتافات المناصرين الهاتفة بـ “لبيك يا نصر الله” ولم تكن يومًا “لبيك يا حزب الله”.
انهارت القاعدة مع اغتيال نصرالله وما يكشف هذا الانهيار ما يتناوله المناصرون على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لتعبير عن صدمتهم وحزنهم لعل صدورهم تهدأ من هذا الألم الخانق.
ومع كل اطلالة لنعيم قاسم تعود مأساتهم لحالتها المزرية، فسرعان ما ينتقل عقل المشاهد والمستمع للكلمة الى المقارنة بين قاسم ونصرالله ليرى الفرق الشاسع في الأداء القيادي بين الشخصيتين.
ناهيك عن الأداء، فإن مضمون الكلمات والصياغة في تركيب الحجج وإيهام المناصرين بأن النصر قادم وان المقاومة ما زالت في أوج قوتها، لا يصدقه عاقل.
فمن أبرز ما يعانيه اليوم الحزب في ضبط قاعدته هو وسائل التواصل الاجتماعي اليوم التي لم تكن موجودة في حرب تموز 2006 ، فاليوم يرى المناصرون كل ما يجري ويشاهدون الحقيقة كما هي، عكس ما كان يجري في الـ 2006 التي كان حينها الحزب يلقن مناصريه ما كان لصالحه فقط، وعلى قناة المنار.
وعلى إثر هذا، بلبلة كبيرة حاصلة على صعيد الحزب بعد اغتيال نصرالله والهزائم التي يراها المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي التي هي الحقيقة الغير القادر حزب الله على اخفائها عنهم اليوم، من ناحية عدم ثقة البيئة بالقيادة التي لا تعبي عينهم من كافة النواحي كسابقها، ولا بقدرات الحزب العسكرية التي اكتشف انها غير مجدية ووهم خيم عليهم طيلة السنين الماضية.