شكل الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الاولى الكابوس بالنسبة للجمهورية الاسلامية في إيران، ادت العقوبات التي فرضها عليها الى انهيار اقتصادي لم تشهده البلاد من قبل.

الخوف من ترامب يمتد كالنار في الهشيم في داخل القيادة الايرانية والانقسامات حول السياسة الخارجية للنظام تظهر بشكل واضح. وإذا كان البعض يعول على الديبلوماسية لتذليل العقبات، فالتيار المتشدد يعتبر ان التصعيد وتسعير الحرب مدخل لإنهاء التوترات واجبار الغرب على الانصياع للمطالب الفارسية.

ثمة موقفان متناقضان داخل إيران: الاول داعم للتفاوض والدبلوماسية ويتجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة رغم انتخاب ترامب، ويؤكد على الاستمرار في المسار الدبلوماسية. وقد نشرت صحيفة الجمهورية الإسلامية مقالات تحت عناوين مثل “الدبلوماسية بدلاً من الحرب” و”اختيارنا هو التفاوض والدبلوماسية وليس المواجهة”.

وفي سياق مماثل، أشارت صحيفة “ابتكار” في مقال بعنوان “الانتخابات الأمريكية وتحقق التوقعات” إلى أن عودة ترامب تشكل تحديات جديدة تحتاج إلى مقاربات دبلوماسية مبتكرة. كما تناولت صحيفة شرق في مقالات مثل “هل اقتربت نهاية التوتر بين طهران والقارة الخضراء”؟ و”الدبلوماسية اليابانية: جسر نحو التفاعل بين إيران وأمريكا” فرص تخفيف التوترات وفتح قنوات للحوار والتعاون.

والثاني: المؤيد للمواجهة والمقاومة، والذي يعتبر ان عودة ترامب فرصة لتعزيز خطاب المقاومة ضد الغرب، ويعتقد أن أي حوار مع الولايات المتحدة قد يُضعف موقف إيران. وقد دعت صحيفة “كيهان” في افتتاحيات مثل “هنا المعركة” و”على الحكومة ألا تشارك في COP 29 لتجنب دعم إسرائيل غير المباشر” إلى التمسك بخط المقاومة، مؤكدةً أن أي تواصل مع الغرب يصب في مصلحته.

كذلك، تناولت صحيفة “جوان” في مقالات مثل “تنامي المقاومة على أنقاض أيدي أمريكا الملطخة بالدماء” و”أولى التقييمات لآفاق سياسة ترامب الخارجية المحتملة” أهمية الوقوف بوجه سياسات ترامب العدائية. بينما انتقدت صحيفة “فرهيختكان” الحديث عن أي تفاوض تحت عنوان “حرق الطاولة قبل المفاوضة” معتبرةً أن التفاوض يمثل ضعفاً ويجب تجنبه.

كما تطرقت صحيفة “اعتماد” في تحليل بعنوان “هل سيؤدي انتخاب ترامب إلى طريق مسدود لسلام الشرق الأوسط”؟ إلى إمكانية تصعيد التوترات الإقليمية، محذرةً من أن عودة ترامب قد تهدد استقرار المنطقة وتعرقل جهود السلام.