صم حزب الله اذانه عن مطالب الشعب اللبناني بعدم دخول حرب الاسناد، ويوم “حرقت” اسرائيل بنيته العسكرية حرقا، وسحقت قادته سحقا ظل يكابر ويطالبنا بإبقاء عيوننا على ميدان الجنوب، لان كلمة الفصل للميدان.

سرعة التقدم الاسرائيلي الى بلدة شمع وتخطيها الى البياضة علما ان هذا المحور لم يشهد اي عمليات عسكرية تذكر خلال الاشهر الماضية، واقتراب المعركة من بلدة الخيام والوصول الى تخوم بنت جبيل، اسقطت نظرية الميدان وبالتالي هذا ما فرض على نبيه بري بالأمس فرض معادلة جديدة التوازن بين الميدان والديبلوماسية بحيث لا تلغي الواحدة الاخرى.

حزب الله يستعجل التوصل الى اتفاق قبل استلام الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب ولايته الرئاسية لأنه أكثر تشددا من الرئيس الحالي جو بايدن. يبحث حزب الله عن مركب نجاة يسمح له بالاحتفاظ بسلاحه ويستغل خبرة بري لتجويف القرار 1701 او اي قرار آخر فتعود الامور الى سابق عهدها.

في الواقع طموح او حلم حزب الله مشروع، ولو انه يشبه حلم ابليس في الجنة، المخطط الدولي واضح ضرب أذرع إيران في المنطق وصولا الى تغيير النظام في قلب إيران، في العالم الحديث لا مكان للإسلام السياسي العقائدي الديني، وحدود اسرائيل مصانة لان امنها أصبح من صلب امن الدول الغربية، والدليل ان اي دولة لا تطالب اسرائيل بوقف عدوانها على لبنان وغزة.

المغامرات الاسرائيلية ستستمر هذا نعرفه، لكن ما لا نعرفه على اي خط تنتهي انتصارات حزب الله وتبدأ هزائمه. هل على خط القرى الحدودية، ام في صور او صيدا او بيروت او جونيه او خط بيروت الشام؟ على حزب الله ان يحدد على اي خط سيستلم لان تدمير لبنان بحرب عبثية لا طائلة منها هو انتحار جماعي.