إذا كانت الضاحية الجنوبية في مرمى الغارات العشوائية المدمّرة لمناطقها المزدحمة، فإن بعضاً من العمران فيها ناجم عن تعديات على الأملاك الخاصة والكنسية، الأمر الذي قلب الضاحية من بلدات متنوّعة إلى أحادية مذهبية، لدرجة أن الأهالي الأصيلين هم الذين يمكن وصفهم بالنازحين أيضاً، على غرار المريجة – تحويطة الغدير وحارة حريك، حيث لم يبقَ مسيحي واحد فيها، وكان آخرهم عائلة تركت منزلها من طبقة واحدة وسط حديقة صغيرة في الحارة بعدما ضاق ربّ العائلة ذرعاً بالضغوط والابتزاز، علماً أنه كان من مؤيّدي “التيار” المتحالف مع “الحزب”. ولا داعي لاستعراض فصول عملية الشراء المشبوهة لتلة الوروار في الحدث ثم استعادتها بمبالغ مضاعفة.

 

ويقول الأهالي إن هناك أملاكاً خاصة ما زالت لأصحابها قانوناً، وهي إما محتلة ومشغولة وإما وُضعت اليد عليها لتحويلها مستودعات وما شاكل، لا سيّما من قبل أفراد إحدى العشائر البعلبكية أو رموز في “حزب اللّه”.

 

أما الأرض التي تعود لمطرانية بيروت المارونية، والتي بني عليها جزء من مستشفى “الرسول الأعظم”، “فلم تنجح المراجعات في تغيير واقعها الراهن، على ما يقول المطران بولس مطر الراعي السابق للأبرشية والذي حصل التعدّي خلال ولايته، إذ تمّ تقديم دعوى لا يُعرف أين مصيرها، علماً أنه تم منع المباشر الذي عيّنته المحكمة من الكشف على المكان، بل إن من استولى على الأرض بكاملها لبناء المستشفى عرض ببساطة أن تهبها المطرانية له!”.

 

مخاطر التغيير الديموغرافي بخلفيات سياسية وفئوية، لا تنفك تتوالد زماناً ومكاناً، وكأنّ هذا الرهان بات جزءاً من أحلام الهيمنة والغلبة. وهو ما يتجلّى في الاستيلاء عنوة أو حيلة على أملاك عامة وخاصة وكنسية، ومن ضمنها مشاعات تعود لبلدات مسيحية في مناطق عدة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الكاتب: جومانة زغيب

المصدر: نداء الوطن