في عظة نارية أمس، أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن امتعاضه من الفراغ المقصود في رئاسة الجمهورية والتعدي على الدستور في غياب الرئيس من ناحية التفاوض الذي يحتكره رئيس مجلس النواب نبيه بري.

تخشى بكركي ضياع الكيان اللبناني التي قاومت لتأسيسه، فغضب الراعي مُحق، وبعيدًا عن السياسة، صرخة البطريرك أمس ليست حرصًا على طائفته فقط بل أيضًا على جميع ابناء البلاد، وهو تكلم بلسان الأغلبية اللبنانية الرافضة للحرب التي فرضت عليها.

بوضوحٍ توجه البطريرك الى الثنائي الشيعي المعطل للانتخابات الرئاسية مع حلفائه، وكشف عن رفضه بما يقوم به رئيس مجلس النواب والتفاوض مع الموفدين الدوليين، معتبرًا خطوته غير دستورية ومن كلفه هو حزب الله وحده، دون المعرفة على أي أسس يتم التفاوض لوقف إطلاق النار.

يترحم لبنان على زمنٍ كان فيه رؤساءٌ أقوياء يفاوضون باسمه، قبل ان يتحكم بالدبلوماسية اللبنانية سلاحٌ غير شرعي وتدخل إيراني مباشر لتعطيل أي مبادرة، لذلك تخاف بكركي من مخططاً يُترجم حالياً يهدف الى ضرب الدولة وإنشاء دويلات بهويات غير لبنانية.