تحقق اتفاق وقف إطلاق النار ام تملص منه نتنياهو في اللحظة الاخيرة، النتيجة واحدة. حزب الله وافق على فك الارتباط مع غزة، وافق على الانسحاب الى شمال الليطاني، وافق على اعادة سلاحه الثقيل الى إيران، وافق على قوى دولية تشرف على تطبيق الاتفاق بقيادة اميركية مباشرة معززة بمسيرات واقمار اصطناعية، وافق على سيطرة القوى الدولية على كامل الحدود منعا لتهريب السلاح مجددا الى الحزب، كما وافق على بقاء الجيش الاسرائيلي في 27 بلدة وقرية احتلها لمدة 60 يوما حتى تنفذ بنود الاتفاق.
إذا وافقت اسرائيل من جانبها على هذه الشروط رغم معارضة البعض والذين يطالبون بانتصار أكبر وباتفاق سياسي وليس أمنى فقط، فهل بنود الاتفاق انتصار لحزب الله؟
انتقال حزب الله الى شمال الليطاني لو حدث بعد العام 2006 لكان وفر علينا حرب اسناد سمحت للإسرائيلي باحتلال 27 بلدة، كما اعطت الاسرائيلي ايضا ذريعة لتصبح الضاحية “ليغو” يصعب جمعها بلا مساعدة خليجية، ولكان البقاع بقي بلا تدمير، والاهم ان حسن نصرالله كان ليبقى على قيد الحياة.
فكل هذه التراجعات والخسائر السياسية والمادية والبشرية هل هي انتصار؟ حزب الله رفع الراية البيضاء وسلم لبنان بإرادته للوصاية الدولية المباشرة فلماذا كانت حرب المساندة وما هي مردوديتها؟
ابتلع حزب الله الطعم، وعلقت السنارة في لسانه، فلا هو قادر على ابتلاعها ولا الى اخراجها، يعول على عامل الوقت للانقضاض على الاتفاق، تماما كما يراهن الاسرائيلي على ذلك حتى تصل مدرعاته الى بيروت بتغطية اوروبية اميركية ولن يخرج منها كما خرج عام 1982، بل سيخرج باتفاق سلام.
الكاتب: ايلي بدران