ميدان جديد بفتح لبتر أذرع إيران بعد الانتهاء من لبنان. في اليوم الثاني لمعركة “ردع العدوان”، 3 تطورات مهمة في حلب، الأول يتمثل بمقتل مستشار إيراني، الثاني سقوط خط الدفاع الثاني والثالث للنظام عن المدينة تمهيدا لاقتحامها، والثالث بصمات تركية استخباراتية واضحة في خطة الهجوم.
تتعدد التحليلات في أسباب التقدم الكبير والسريع للفصائل في المعركة، لكن مصادر عسكرية متابعة كشفت لـ”المدن”، أن ثمة معلومات عن تزويد الجيش التركي للفصائل، بمعلومات عسكرية واستراتيجية لمواقع تمركز قوات النظام والميلشيات الإيرانية. وبناء على ذلك، رسمت الفصائل طريق التقدم واختارت التقدم من الجهة الغربية نحو مدينة حلب.
يؤشر أداء قوات النظام وفرارها من المناطق التي تتقدم إليها الفصائل إلى فشلها في امتصاص الصدمة حتى الآن، وخصوصاً أن الفصائل تتبع تكتيك العمل على أكثر من محور، ريف حلب الغربي، وريفي إدلب الشرقي، والجنوبي.
انطلاق المعركة لا يمكن فصله عن استدعاء الرئيس السوري بشار الاسد الى موسكو الخميس الفائت وكأن ما يجري في سوريا استكمال للمخططات الغربية لإعادة إيران الى “القمقم” اقله في المرحلة الاولى.
اعتبرت تركيا التقدم الاسرائيلي في لبنان ضرب لأمنها القومي لأنه قد يشجع الاكراد في سوريا على توسيع نفوذهم الميداني، وبالتالي هجوم حلب المدعوم من ميليشيات تواليها سيحجز مقعد لتركيا في اي تفاوض مستقبلي على اعادة ترتيب المنطقة.
العملية في حلب اما تفضي إلى عملية سياسية جديدة، تنتج شروطاً وأوضاعاً مختلفة على الأرض، أو تقدم حلولاً لمجمل الأزمة السورية لأول مرة منذ 13 عاماً، ولو ان المعارك الأخيرة ستشجع أطرافاً خارجية على التدخل لفرض وقائع تخدمها في المنطقة وتعزز من مكاناتها ومصالحها.