بين الانتصار والانكسار تقف الجمهورية اللبنانية، فهي انتصرت باستعادة سيادتها على كامل اراضيها، انتصرت بحصرية السلاح على كامل حدودها للقوى الامنية الشرعية، وفي الوقت نفسه انكسرت سيادتها في ظل الوصاية الدولية على تطبيق القرارات الدولية وقرار وقف إطلاق النار.

من جهته انكسر حزب الله سياسيا، اذ وافق على كل الشروط الاسرائيلية التي سبق ان رفضها امينه العام الراحل حسن نصرالله، كما سحق سياسيا ايضا بموافقته على فك الارتباط مع غزة، عسكريا فشل في منع الجيش الاسرائيلي من الوصول الى البياضة والخيام لم يتبق من عناصر وقادة قوة الرضوان الا بعض العسكريين فيما الفرقة سقطت بين قتيل وجريح واسير.

وافق حزب الله على اتفاق الاذعان وبنود الاتفاق اشبه ببنود اتفاقية فرساي التي فرضها الحلفاء على المانيا بعد الحرب العالمية الاولى والتي تعتبر اتفاقية ذل. 13 بندا في الاتفاق كلها تؤمن وتضمن وتكفل مصالح وامن اسرائيل ووصل عجز حزب الله الى درجة لم ينجح في اضافة بند لاستعادة 60 اسيرا من عناصره اسرهم الجيش الاسرائيلي خلال الاسابيع القليلة الماضية.

عادت الشرعية الى الشرعية اللبنانية، انتهى زمن المعادلات الخشبية المدمرة، حزب الله سيسلم سلاحه للدولة اللبنانية وفق ما ورد في الاتفاق، والدولة اللبنانية مسؤولة عن تنفيذ البنود واستسلام جناح حزب الله السياسي. لكن ما يزعج في هذه المشهدية اننا لم نحافظ على سيادتنا بالمعنى الصحيح للكلمة، انتقلنا من مرحلة الوصاية الايرانية او الاحتلال الايراني للقرار السياسي في بيروت الى مرحلة الوصاية الدولية وحزب الله انصاع ووافق على ذلك.