أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة عن سيطرتها الكاملة على محافظة إدلب، وعلى مساحات واسعة من ريف حلب، وصولاً الى المدينة نفسها، كما تتوجه الفصائل الى حماة. فيما أعلن الجيش السوري انه استعادته لأراضٍ واسعة.
ليس مهماً الحديث عن تقدم هنا وتراجع هناك، بقدر ما يمكن الحديث عن دلالة استعادة الاشتباكات بين الاطراف المتنازعة في سوريا.
ما يجري في سوريا تفكيك للكيان السوري وتحويله الى مناطق نفوذ مختلفة، يسيطر على كل منها قوى سورية محددة تستقوي وتستعين بقوة خارجية. توسيع رقعة الاراضي يعني عودة مزيد من اللاجئين السوريين الى مناطق تسيطر عليها الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري، ما يخفف من أعباء وجودهم الاقتصادي والاجتماعي داخل تركيا ولبنان.
المنطقة الاكثر خطورة، فهي في الجنوب السوري التي تشهد ادارة محلية درزية واسعة في منطقة السويداء، والمناطق التي يعيش فيها الموحدين الدروز، والخوف من تحول هذه الادارة المحلية الى دويلة خاصة بالدروز، اما في الجانب الشمال الشرقي، فان القوات الكردية “قسد”، تتصرف وكأنها السلطة المعنية بجميع أمور المنطقة وتحظى بحماية ودعم من القوات الأميركية الموجودة، والمستفيدة من الثروات الطبيعية في المنطقة.
اما في الساحل السوري فان الاتفاقات بين الجانب الروسي والجانب السوري، اعطى للأول امتيازات واسعة قد تتطور وتتوسع، في حال تراجع النظام السوري نفسه خلال المعارك الجارية حالياً.
وفي الوسط حيث يتعايش النفوذ الروسي مع النفوذ الإيراني، فإن مشروع الشرق الأوسط الجديد يعمل على شطب الوجود الإيراني من خلال توجيه ضربات إسرائيلية، يبدو انها ستزداد لاحقاً لمنع تحركه ومساندته لحزب الله في لبنان، ويكون ذلك لمصلحة تزايد النفوذ الروسي الذي يمكن ان يصل إلى تسويات مع الجانب الاسرائيلي.
مشروع الشرق الأوسط الجديد، تغيير ديموغرافي، تلاعب بالكيانات، واستقواء بقوى خارجية ومزيد من الانهيارات الوطنية، ولا مشروع بديل.