بعد أن اثقل ضميره بزهق الارواح، وبعد أن اشبع أسنانه بدماء الاحرار في سوريا ولبنان، وبعد أن قررت السماء أن تستمع إلى دعوات الأمهات والأرامل والأيتام رحل بشار الأسد.
رحل غير المأسوف لا على شبابه ولا على نظامه البعثي، برحيله فتح الأفق نحو شرق أوسط متقدم، متحرر من عصابات التحرر التي امتهنت الاغتيالات والتصفيات الجسدية، رحل سامحا لشباب المنطقة أن تحقق أحلامها في أوطانها لا في بلاد الاغتراب.
برحيله انتصر الرئيس الشهيد بشير الجميل حيث هو، برحيله نال شهداء المقاومة اللبنانية تكريما جديدا، برحيله انتصر كمال جنبلاط ورفيق الحريري، وشهداء ثورة الارز، برحيله سيستقيم الاعوجاج الذي حكم الشرق الأوسط بنظريات بالية رجعية.
صمد بشار الأسد بعد ثورة الشعب السوري عليه عام ٢٠١١ لان كان لديه دور يؤديه في المنطقة ويوم انتفى الدور لم يعد من مبرر لوجوده.
هو القرار نفسه الذي اسقط صدام حسين في العراق وسمح بتصدير الثورة الإيرانية بعنوان مذهبي شيعي عاد وتراجع عن قراره واعترف بخطئه واعاد المارد الإيراني إلى قمقمه.
يكفينا شرفا كطلاب للحرية والعدالة أننا عشنا في زمن شهدنا فيه سقوط طاغية الشام وغراب لبنان.
ايلي بدران