عندما كان نظام بشار الأسد الساقط يلفظ أنفاسه الاخيرة، أطل أمين عام حزب الله نعيم قاسم، ليؤكد وقوفه الى جانب سوريا متوهمًا مرة جديدة أنه قوة عسكرية قادرة على انقاذ أنظمة دول، متناسيًا ان سلاحه لم يتمكن من حماية قيادات حزبه.
فكان الثامن من كانون الأول 2024 لينهار النظام السوري بشكل مدوٍ، تاركًا وراءه إرثًا من الغضب الشعبي الذي تجسد بتحطيم رموز آل الأسد حتى في المناطق التي كانت تحت حكم الاسد. ولتضح لاحقًا أن من نعتهم نعيم قاسم بـ “التكفيريين” كانوا في الحقيقة الشعب السوري نفسه، الذي ثار ضد عقود من القمع. تعاطي حزب الله مع الأزمة السورية بثقة وتعالٍ انعكس سلبًا ليس فقط على السوريين، بل على اللبنانيين أيضًا.
أتى سقوط الأسد، كضربةٍ ثانية على حزب الله بعد مقتل امينه العام حسن نصرالله، فسوريا الأسد كانت الشريان الرئيسي لإمداد الحزب بالسلاح ومع خلعها انقطعت خطوط السلاح الإيراني الى بيروت.
وفي ظل تهاوي محور “الانتصارات الهشة”، من غزة الى بيروت فسوريا، يجدر هنا التساؤل حول مصير الحزب في لبنان بعد ضرب ترسانته العسكرية وقطع الطريق لعدم إعادة بنائها.
فهل سيتخذ الحزب خطوات جريئة لمواكبة هذه التغيرات، أم سيظل متمسكًا بسرديات المقاومة والصمود متمسكًا بما تبقى من سلاحه، مما يؤجج لحربٍ أهلية، أم يقبل بالتساوي مع المكونات الأخرى؟