“حركشت” حركة حماس في غزة، فانطلق المارد الاسرائيلي بآلته العسكرية اولا وثم بآلته السياسية عبر “التشبيك” مع تركيا وتحييد الدول العربية الاساسية، وها هو مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي اعلنته وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من بيروت ينفذ بعد 19 سنة من التخطيط.

سقط بشار الاسد الصامد اليتيم من الربيع العربي، 13 سنة استنزف سياسيا وعسكريا، ومع اول رصاصة على قواته انسحبت تلك القوات وانهار الدفاع كحركة “الدومينو” فرحل كجميع الرؤساء الذين زارهم الربيع العربي ولو متأخرا ملتحقا بركب القذافي ومبارك وزين العابدين، لكن لسقوط الاسد طعم مختلف كليا لأنه يعني انهزام المشروع الفارسي وسقوط حلف الاقليات ليعود الشيعة الى حجمهم الطبيعي.

تطلعات الإمبراطورية الايرانية التي حركتها افكار مذهبية اثبتت الاحداث انها صياغات ورهانات “منفصمة” عن الواقع، وتتجاهل موانعه الطبيعية والمنطقية، طموحات فارسية تسللت الى البيئات العربية لعقود من الزمن قبل ان تطردها الشعوب سياسيا على ان تستتبع انتفاضتها بالعودة الى المرجعيات الدينية العربية التي يمثلها اليوم المرجعية الشيعية العراقية السيد علي السيستاني.

اعتمد المحور على خطاب مذهبي فاقع ومستفز، اعتمد منطق الغلبة والقهر، وراهن على التوازنات الدولية، التي تمنع الأمريكي من تقديم أعلى مستويات الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل، وعلى عدم استعداد روسيا الاستغناء عن بشار الأسد، وعلى تردد التركي من تغيير التوازنات الحاصلة داخل سوريا، راهن على مونته على النظام العراقي، لدعم النظام السوري ومنعه من السقوط، راهن على التناقضات الدولية وتوظيفها لصالحه في الملف النووي، وهنا ايضا تفوقت عليه اسرائيل بتحالفات ربطت التركي بالعراقي بالروسي بالأميركي تنفيذا لمصلحتها.

الشرق الاوسط الجديد طرد منه اللاعب الايراني ودخل التركي الطموح باستعادة احلام الامبراطورية العثمانية.