مع اقتراب موعد جلسة الانتخابات الرئاسية التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري في 9 كانون الثاني 2025، تتجلى مرة أخرى مصالح الطبقة السياسية المتنوعة، كون هذه الانتخابات تلعب دورًا محوريًا في إعادة تشكيل السلطة في البلاد، خاصة بعد التغيرات الحاصلة في المنطقة والهزيمة المدوية لمحور الممانعة.

تتزايد المخاوف من إمكانية تكرار تسويات الماضي، حيث يسعى البعض إلى إعادة تدوير أنفسهم، معتقدين أنهم يمكنهم استعادة نفوذهم حتى في ظل الظروف الصعبة، مثال دولة الرئيس إلياس الفرزلي، الذي يتوقع أن تكون الانتخابات فرصة لإعادة إحياء نفسه سياسيًا، في محاولة لحياكة تسوية جديدة، ترمي إلى انتخاب النائب إبراهيم كنعان رئيسًا للجمهورية.

ونرى في قلب هذه الديناميات نبيه بري، الذي يعتبر الانتخابات الرئاسية فرصة لاستعادة الهيبة السياسية لطائفته الشيعية بعد تراجعها في الفترة الأخيرة، ساعيًا للحفاظ على موقعه ودوره بين التوازنات الجديدة، بينما يعود نائب رئيس المجلس النيابي، إلياس بو صعب، إلى الساحة مقتنصًا الانتخابات كفرصة لتصفية حساباته مع جبران باسيل.

وفي إطار هذا، تؤكد المعلومات زيارة الفرزلي وكريم بقرادوني إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وتمكنهم من إقناع الأخير بالسير بإبراهيم كنعان للرئاسة، انطلاقًا من قناعة سمير بعدم تمكنه من الوصول إلى بعبدا، وأن كنعان ينال تأييد الثنائي الشيعي ووليد جنبلاط، وهكذا تكون ضربة إلى رئيس التيار جبران باسيل، ويكون معها سمير للمرة الثانية صانعًا للرؤساء. وعلى إثر هذا، زار أمس النائب إبراهيم كنعان معراب مقدمًا أوراق اعتماده لجعجع بغية الوصول إلى كرسي الرئاسة.

في النهاية، يظل التوجس قائمًا، يطرح التساؤلات حول ما إذا كان جعجع سيقع في الفخ ذاته الذي أدى إلى انتخاب ميشال عون، بموجب اتفاق “أوعا خيك”. فهل يمكن أن يكون كنعان هو الرهان الخاطئ الجديد لجعجع نكتشف بعده بنود اتفاق محاصصة بين الطرفين؟

 

الكاتب: نعيم القصيفي