في لبنان، هناك فريق يتصرّف وكأنّ لا شي حصل حوله، والواقع السياسي لا يزال كما كان، أي كأننا ما زلنا نعيش أيام الإحتلال السوري ونفوذ “حزب الله”، لذلك يعمل بالحيلة لانتخاب رئيس من زمن تلك المرحلة السوداء.
يمكن وصف ما يدور بين النائب جبران باسيل و”الثنائي الشيعي” بـ “تخريبة رئاسية” ينتج عنها تهريب 65 صوتاً للنائب فريد هيكل الخازن في جلسة 9 كانون الثاني المقبل.
ووفق معلومات “نداء الوطن” يقود باسيل هذا المخطّط الجهنّميّ بالاتفاق مع الرئيس نبيه بري و”حزب الله” من أجل الاتيان برئيس من زمن الاحتلال السوري والايراني وكأنّ بشار الأسد لم يسقط و”الحزب” ما يزال الحاكم في لبنان.
وتشير المعلومات الى أن اجتماعاً متوقّعاً سيعقد اليوم حيث سيزور الخازن باسيل لبحث سبل إتمام الاتّفاق وتثبيت شروط المعركة المقبلة، في حين تجري محاولات لجرّ النائب السابق وليد جنبلاط إلى لهذه اللعبة الخطيرة وتأمين 65 صوتاً للخازن.
واذا سارت الأمور كما يجب، فيمثّل ذلك إرجاعاً للبنان إلى زمن الاحتلال السوري والايراني، فالخازن هو عضو في “التكتل الوطني” الذي يدور في فلك “حزب الله”، وبعد سقوط الأسد وفراره من سوريا، سقطت أوراق مرشح “الثنائي الشيعي” النائب السابق سليمان فرنجية، لذلك يحاول “الثنائي” وباسيل تحضير نسخة منقّحة عن فرنجية لتقديمها الى جلسة ٩ كانون الثاني، يتم عبرها السيطرة على الرئاسة والقول إنّ فلول النظام السوري و”حزب الله” هم الحاكمون.
يلعب بري وباسيل و”حزب الله” بالنار بعدما استجلبت سياساتهم الدمار للبنان. فانتخاب رئيس من صلب محور “الممانعة” سيؤدي الى إغراق لبنان في عزلة عربية ودولية، وإعادة ربط الدولة اللبنانية بالدويلة، ومنع المساعدات عن البلد وعدم تدفق الأموال لإعادة الاعمار وتعريض كل لبنان للخطر. وبالتالي هاجس السلطة لدى هذا الفريق يطغى على مصلحة البلد والشعب.
ومن جهة ثانية، يحاول هذا الفريق تخويف بعض النواب لتأمين الـ ٦٥ صوتاً للخازن، وكأنّ سطوة “حزب الله” لا تزال كما كانت. ويتناسى الفريق الداعم للخازن أنّ الوضع في البلاد تبدّل، وحاجز الخوف من “حزب الله” كُسر وهناك معارضة سياسية ونيابية لمثل هكذا مخططات.
يرمي باسيل و”الثنائي الشيعي” البلد في الفوضى، وهم يعملون على انتخاب رئيس يشكّل تحدّياً للأميركيين قبل استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم، ويعطي هذا الرئيس الغطاء لـ “حزب الله”، فينقلب على اتفاق وقف اطلاق النار ويغضّ النظر عن نشاط “الحزب” وبناء قدراته العسكرية، او بالأحرى انتخاب اميل لحود أو ميشال عون آخر، من هنا لن يمرّ هذا المخطّط الجهنّميّ في جلسة ٩ كانون الثاني، بسبب المعارضة الداخلية ومعاكسة هذا المخطّط للرياح الإقليمية والدولية.
-نداء الوطن