شهدت الأسابيع الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب على الليرة اللبنانية، حتى أن بعض الصرافين نفدت لديهم العملة الوطنية. السبب الرئيسي وراء هذا الإقبال الكبير هو العروض المغرية التي تقدمها المصارف بفوائد مرتفعة تصل إلى 45% على الحسابات الجديدة المجمّدة بالليرة.

وسط الجدل الدائر حول الإصلاحات المالية والمصرفية التي نفتقدها من العام 2019، قدمت المصارف منذ حوالي شهر عرضًا جديداً جذب انتباه المودعين بشكل لافت. العرض يتمثل بحسابات مصرفية تُجمّد لفترات مختلفة: شهر، ثلاثة أشهر، ستة أشهر، وحتى سنة، مع فوائد تصاعدية تبدأ من 25% لشهر واحد، 30% لثلاثة أشهر، 35% لستة أشهر، وتصل إلى 40% و45% للحسابات المجمّدة لمدة سنة.

وبحسب مصدر مصرفي، فإن المصارف نفسها لم تكن تتوقع أن يلقى هذا العرض نجاحاً يُذكر، خاصة في ظل فقدان الثقة بالمصارف والليرة، والتجارب الصعبة التي مر بها المودعون منذ أزمة 2019. ومع ذلك، فوجئت المصارف بالإقبال الكثيف الذي دفع بعض المودعين إلى تحويل دولاراتهم إلى الليرة للاستفادة من الفوائد المرتفعة، سواء عبر الصرافين أو مباشرة عبر المصارف.

هذا الإقبال أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في الطلب على الليرة خلال الأيام الأخيرة، لدرجة نفاد العملة لدى بعض الصرافين، مما يعكس مدى التفاعل مع هذه الخطوة الجديدة رغم التحديات المحيطة بالقطاع المصرفي.