وصفت صحيفة “جمهوري إسلامي” الصادرة في طهران، والمرتبطة بالمرشد الأعلى علي خامنئي، الوضع في المنطقة بأنه يشهد “تحولات مؤلمة لا يمكن التغاضي عنها”. وركزت الصحيفة على انتخاب الجنرال جوزاف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية، معتبرة أنه مرشح يحظى بدعم من الولايات المتحدة والسعودية. وأشارت إلى أن هذا التطور لا يعكس فقط نفوذ واشنطن والرياض في لبنان، بل يكشف أيضًا عن تأثير “النظام الصهيوني” في المستويات العليا من القيادة اللبنانية، وفق تعبيرها.
وأوضحت الصحيفة أن عون حصل على 99 صوتًا في الانتخابات بعد تقديم وعود لـ”الحزب”، لكنها رأت أنه من غير المرجح أن يفي بتلك التعهدات. كما دعت الصحيفة إلى الاعتراف بالأخطاء.
على ما يبدو، أن الضوء الأخضر الإيراني أُعطي إلى “حزب الله” لمحاولة الانقضاض على العهد، والبداية بالإطباق على رئاسة الحكومة عبر وصول الرئيس نجيب ميقاتي مجددًا، وهو الذي تكيف معه الحزب في تدوير الزوايا وتحقيق المكاسب. لكن المفاوضات الأخيرة قبل الاستشارات النيابية اليوم حُسمت، والتقدم للقاضي نواف سلام على نجيب ميقاتي، بعد إعلان التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي تسمية سلام لرئاسة الحكومة.
تتوالى هزائم “حزب الله” العسكرية والسياسية، فهو الذي وافق مرغمًا على اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب مع امتيازات لإسرائيل، وانعدام حظوظ مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية، وانتخاب قائد الجيش رئيسًا، بالإضافة إلى تراجع مرشحه لرئاسة الحكومة نجيب ميقاتي وصعود نواف سلام بدلاً منه. كل هذا يعمق الإحباط في بيئة الحزب، التي تعاني أصلًا من آثار حرب المساندة العبثية.