تدور داخل الطائفة الشيعية في بلدان الانتشار معركة خفية بين الشيعة العروبيين والشيعة الفرس، لا تنحصر المعركة في الصراعات السياسية بل تتعداها وصولا الى الولاءات الدينية ويقود تلك الحرب الضروس في لبنان السادة علي الأمين ومحمد حسن الأمين وهاني فحص وغيرهم من اتباع تلك المدرسة، وهذا الصراع ان دل على شيء يدل على خلاف عميق مع إيران وميليشياتها ولن يكون خلاف فقهي او طائفي كما تشتهيه طهران.

للعلامة السيد علي الامين مثلا نظرية ولاية الدولة المضادة لنظرية ولاية الفقيه اشكالاتهم استمرار للصراع بين النجف وقم وهو صراع تاريخي كبير، وبين العروبة والأيّرنة اخذت المجتمعات الشيعية في لبنان والعراق واليمن تتبدل هويتها بمدى تمدد النفوذ الايراني وحجم الاموال التي تصرف في تلك المجتمعات.

لا يخوض هؤلاء حربا فقهية بالمعنى الضيق بل مواجهة مشروع إذا استمر يستمر الظلام والقتل والفوضى والآفات والدمار والكراهية والغرائزية والتعالي وبالتالي بات مواجهة الظالم واجب ديني اولا قبل ان يكون واجبا سياسيا او انسانيا.

وبطبيعة الحال من يعلن الحرب ضد فحص والأمينين لا يمكن ان يدعي حماية الشيعة وحراسة حقوقهم، ومن يعلن هذه الحرب لا يستغرب منه قتل المفكر الفذ لقمان سليم، فهل مع انكسار شيعة لبنان العسكري ومن ثم انكسارهم سياسيا سواء في انتخابات رئاسة الجمهورية او الاستشارات النيابية وتسمية نواف سلام بعكس ارادتهم مدخلا لعودة التنوع داخل الطائفة الشيعية؟