يحاول حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة الاستمرار في مكره واحتيالاته، رغم الظروف التي مر بها في الأشهر الخمسة الماضية، والتي شهدت توقيفه المستمر حتى اليوم. سلامة الذي يُقتاد من زنزانته إلى قصر العدل مخفور اليدين، ويقف أمام القاضي للاستجواب، لا يُظهر أي خجل من فساده، بل يستأنف ممارساته.
يحاكم سلامة على إثر قضية اختلاسه لمبلغ 67 مليار ليرة لبنانية، كانت توازي 44 مليون دولار حينها (بحسب سعر صرف 1500). ورغم تقديم وكيله القانوني طلب إخلاء سبيله لعدة مرات، وتم رفضها من قبل القاضي، عرض سلام دفع كفالة مالية بقيمة القضية التي يحاكم على أساسها، وبالليرة اللبنانية، مما يعني أن مبلغ 67 مليار ليرة (44 مليون دولار) يريد سلامة أن يدفعه اليوم بالليرة اللبنانية على سعر صرف 90 ألف، ما يوازي حوالي 700 ألف دولار.
فصل جديد من فصول سلامة للاحتيال يعيد إحياؤه رياض من داخل زنزانته ولا يجوز أن يمرّ. لكن الملفت في الموضوع والذي يمكن أن يأخذه القاضي بعين الاعتبار، هو أن عرض سلامة هذا يمكن أن يكون هفوة أوقعت به، إذ أنه هكذا يكون قد اعترف بشكلٍ غير مباشر أنه اختلس هذا المبلغ ويريد أن يرده.