في خضم الحرب اللبنانية، عندما حاول الفلسطينيون أخذ لبنان وطنًا بديلاً لهم، صرّح ياسر عرفات في إحدى تصريحاته قائلًا: “لن أسمح للجيش اللبناني بالدخول إلى جنوب لبنان”. ليرد عليه حينها الأديب الكبير سعيد عقل في مقالٍ له بإحدى الصحف: “سكوت يا قلعوط”.

تتكرر الوقاحة الفلسطينية اليوم، ولكن من طهران، وليست المرة الأولى التي تصادر فيها إيران رغبات اللبنانيين في تقرير مصيرهم، فكانت آخر فصولها تصريحات مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، التي أكّد فيها أن “حزب الله” سيواصل مسيرته المقاومة بقوة، وأن غالبية الشعب اللبناني تدعمه.

غاب سعيد عقل، لكن ما زلنا نحن حاضرون، لذلك سنكرر قول عقل إلى ولايتي اليوم: “سكوت يا قلعوط”.

إن هذه الدولة التي تمادت في هيمنتها على لبنان دولةً وشعبًا، والتي جلبت إليه الدمار والحروب من خلال ضخّ إحدى جراثيمها فيه تحت شعار المقاومة، بات من المباح لنا مخاطبتها باللغة التي تليق بمستوى وقاحتها. وعليها أن تعي أن لبنان بسلطته الجديدة هو لبنان السيد المستقل والحر، ولن يكون مستباحًا لهيمنتها المدمرة.