تعيش المناطق الجنوبية في لبنان بحالة من القلق والترقب إثر التصعيد الأمني المتواصل من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي استهدف عدة بلدات مجددًا ردًا على عملية إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، مما أعاد إلى الأذهان مشاهد من الحروب السابقة التي دفعت السكان إلى النزوح عن بيوتهم، مجبرين على ترك ماضيهم خلفهم والهرب من أهوال الحرب. هذه الصواريخ والضربات الجوية المكثفة، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، تؤكد أن دوامة العنف لم تنتهِ بعد، بل تتجدد كلما تجددت مغامرات حزب الله، مما يزيد من قلق الأهالي الذين بدأوا في إعادة بناء حياتهم بعد الحرب الأخيرة.

بينما يحاول بعض السكان العودة إلى حياة شبه طبيعية، تبقى الأسئلة المقلقة ترافقهم: هل سيضطرون للنزوح مجددًا؟ هل سيتعرضون لذات المعاناة التي عاشوها من قبل؟ بالنسبة للكثيرين، لم تعد فكرة العودة إلى مراكز النزوح والمناطق الآمنة في الداخل اللبناني خيارًا يمكن تحمله. فالنزوح، بكل ما يحمله من صعوبات اجتماعية واقتصادية، أصبح كابوسًا يلاحقهم في كل تصعيد عسكري.

وفي ظل هذه الأوضاع، يعيش الأهالي في حالة من الارتباك والانتظار، يراقبون الأخبار لحظة بلحظة، يتحسبون لكل غارة جديدة أو تصعيد محتمل. وعلى الرغم من الضغوط النفسية والمخاوف المستمرة من تكرار سيناريو النزوح، فإن الكثير منهم يفضل البقاء في منازلهم، حتى وإن كان ذلك يعني المجازفة بحياتهم. فالموت في المنازل أصبح أهون لديهم من العودة إلى معاناة اللجوء مجددًا.

إنها حالة أهالي الجنوب اليوم، التي تظهر أن حزب الله لا يبالي بمعاناتهم، بل ما زال يغامر بهم دون الالتفات إلى حالتهم المعيشية وبيوتهم المدمرة. لذلك، بدت تعلو في البيئة الشيعية الأصوات المعارضة، معتبرةً أن الانتخابات النيابية المقبلة هي السبيل للتخلص من هذا الكابوس الذي يخيم على مصيرهم.