تستمر الخلافات في أعالي جرد جبيل بين أهالي بلدتي لاسا وأفقا من جهة وأهالي المناطق المجاورة، على خلفية قانونية لامتلاك الأراضي والعقارات، حتى أخذت في بعض الأحيان طابعًا طائفيًا لوجود تعديات على أراضي مطرانية جونية للموارنة.

شهدت المنطقة تاريخًا حافلًا بالإشكالات، تطورت في بعض الأحيان إلى اشتباكات بالأسلحة ووقوع إصابات.
لا يخفى على أحد أن حزب الله يسيطر على المناطق الشيعية في جرد جبيل، وكان هو الغطاء للمتعدين على الأراضي، وبفضل فائض القوة والدعم السياسي في العهود السابقة وحماية المتعدين من قبل الجهات الحزبية، ساد منطق البلطجة من قبل أهالي المناطق الشيعية على الأهالي المجاورة. ورغم ذلك، ومع كل جولة تعديات، كان أهالي الجوار يتصدون للمعتدين بالقانون والقضاء، وإذا فُرض عليهم استخدام السلاح، كانوا يقاومون.

منذ أيامٍ قليلة، شهدت منطقة الغابات فصلًا جديدًا من البلطجة، إذ أقدم شبان من المناطق الشيعية على إطلاق النار على منزل رئيس بلدية الغابات على خلفية إشكالات حول عقارات تعدوا عليها، ويطالب الأخير بخروجهم منها. لكن المفارقة اليوم أن ملامح قيام الدولة بدأت تخيم على منطقة جرد جبيل، فسرعان ما أذيع الخبر حتى توافدت الفعاليات إلى منطقة الغابات، على رأسهم الشيخ محمد العيتاوي، وعقدوا اجتماعًا في منزل رجل الأعمال السيد طوني كرم لتدارك الموضوع. وأعربت فعاليات الغابات عن استنكارهم لما حصل، رافعين اليد عن مطلقي النار، مطالبين القوى الأمنية باتخاذ التدابير اللازمة، معلنين أيضًا أن زمن اليوم هو قيام دولة القانون، وأهم ركائزهم الحفاظ على السلم الأهلي في المنطقة.