قبل حرب الإسناد، كانت تعلو الأصوات المعارضة لسلاح حزب الله لأنه استدرج الإسرائيلي الى حرب في تموز 2006 على لبنان، وكان هذا السلاح يُستخدم في الداخل اللبناني في الغزوات على بيروت وللاغتيالات التي طالت معارضيه خدمةً للأجندة السياسية التي تناسبه. فكانت المعارضة في حينها تواجه من قبل الحزب وحلفائه بحجة أن هذا السلاح هو مقاومة ولحماية الجنوب من العدو الإسرائيلي.

اليوم، وبعد حرب “المشاغلة” التي جلبت الدمار الهائل إلى عاصمة لبنان وجنوبه وبقاعه، أصبح واضحًا أمام الجميع أن هذا السلاح لم يكن بالقدر الذي كان يُنظر إليه من قبل أوليائه أولًا، ثم اللبنانيين أجمع، وكشفت حقيقة أن هذا السلاح لم يحمي الجنوب ولن يتفوق على التطور التكنولوجي لآلة الحرب الإسرائيلية.

كان حزب الله حليفًا لبشار الأسد في سوريا، التي كانت الشريان الحيوي الرئيسي لمده بالسلاح والتمويل الإيراني، مما يعني أنه أثناء حرب “المشاغلة” التي قررها حزب الله وحده دون الرجوع إلى الدولة اللبنانية، كان الحزب في أوج قوته من السلاح والإمداد العسكري، ورغم ذلك كانت الهزيمة أمام السلاح الإسرائيلي.

لذلك، اليوم لا ذرائع أمام حزب الله تتيح له الاحتفاظ بسلاحه غير المجدي في الدفاع عن لبنان، بل هو مصدر الويلات إليه، وما يحمي لبنان اليوم هو تسليم السلاح.