في ظل التحولات الإقليمية الحالية، يتجه حزب الله إلى إعادة تقييم موقعه ودوره العسكري في لبنان، بعد الهزيمة التي أُلحقَت به والتي قضت على ترسانته الصاروخية بشكل شبه كامل.

تشير مصادر مطلعة إلى أن الحزب يفكر في تسليم جزء من سلاحه، خصوصًا في جنوب نهر الليطاني، بعدما فقد جزءًا كبيرًا من تأثيره العسكري والإقليمي. وقد عمد سرًا إلى تسليم خرائط لمواقعه العسكرية في الجنوب إلى الجيش اللبناني. كما تقدر آخر الإحصاءات أن الجيش اللبناني صادر منذ وقف إطلاق النار حوالي 500 موقع للبنى التحتية العسكرية ومخازن أسلحة تابعة لحزب الله في جنوب الليطاني.

وتجري عملية تسليم السلاح سرًا خشيةً من انشقاقات في القاعدة الحزبية وتآكل البيئة الحاضنة للحزب، خاصة بعد أن نما في الحزب تياران: الأول مع تسليم السلاح، والآخر مع الاحتفاظ به.

إن قرار تسليم السلاح يترنح في أروقة الحزب وفي أكثر الأوقات حرجًا في المنطقة، حيث يُتوقع أن تسهم المفاوضات الأمريكية مع إيران في إعادة ترتيب الأولويات في المنطقة، بما في ذلك ملف الأسلحة التي تملكها الميليشيات المدعومة من طهران في لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة.