شكلت الانتخابات البلدية في جبل لبنان صفعة سياسية مدوّية لجبران باسيل والتيار الوطني الحر، بعدما خسر حضوره في أبرز معاقله المسيحية، في وقتٍ سجّل فيه حزب الكتائب اللبنانية تقدمًا نوعيًا وضعه في موقع المنافس الجدي على قيادة المشهد المحلي.
هذه النتائج لم تكن مجرّد أرقام صناديق، بل مؤشّر عميق إلى تآكل قاعدة باسيل الشعبية، حتى في البيئة العائلية التي لطالما ادّعى احتضانها، مهما حاول تبرير خسارته متذرعًا بأن الانتخابات البلدية يغلب عليها الطابع العائلي ولا مجال للتدخلات السياسية. لكن مهلاً، يا أيها “النينجا” (نسبةً إلى مغامراته المزعومة في الحرب اللبنانية: من القفز فوق الحواجز، والهبوط من الطائرات، إلى القتال على الجبهات)، فهذا التبرير يعمّق مشكلتك أكثر؛ فإذا كانت العائلات قد نبذت ممثليك، فعلى من ستعوّل في الانتخابات النيابية؟
وبينما يحاول التيار التخفيف من وطأة الخسارة عبر حجج تقليدية للانتخابات، كانت القوات اللبنانية تجدد تواجدها في الساحة المسيحية والكتائب اللبنانية تُراكم فوزًا بعد آخر، مؤكدة حضورها كقوة سياسية متجددة في كافة بلدات جبل لبنان، بالإضافة الى دورها على الصعيد الوطني، فبعد نجاحها في نقابة المحامين، والمشاركة الفاعلة في رسم معادلة رئاسة الجمهورية والحكومة لصالح المعارضة، ها هي تقترب اليوم من رئاسة اتحاد بلديات المتن، مُعلنة بذلك أن المرحلة المقبلة لن تكون حكرًا على من اعتاد التربّع على السلطة.