في لحظة مفصلية من الصراع بين منطق الدولة ومنطق الدويلة، أطلق رئيس الحكومة نواف سلام مسار تشكيل “الهيئة الوطنية للقنب الهندي”، واضعًا حدًا لسنوات من تعطيل القانون الذي شرّع زراعة النبتة لأغراض طبية وصناعية، والذي ظلّ رهينة الحسابات الأمنية والسياسية لحزب الله.

فمنذ إقرار القانون عام 2020، ظلّت زراعة القنب الهندي تحت سيطرة أمراء الأمر الواقع في البقاع الشمالي، حيث تحوّلت إلى مورد مالي رئيسي لاقتصادٍ موازٍ يغذّي نفوذ حزب الله وسلاحه، خارج أي رقابة أو ضرائب أو مساءلة.

اليوم، يسجّل نواف سلام أول ضربة حقيقية لهذا الواقع، بإعلانه نزع هذا الملف من قبضة الدويلة، وتفعيله ضمن إطار قانوني منضبط، يعود ريعه للمزارعين والدولة، لا لميليشيات تتاجر بكل ما هو خارج عن القانون.

إنها بداية معركة طويلة، لكن عنوانها واضح: لبنان دولة واحدة، لا اقتصادين ولا سيادتين.