يعتبر البعض أنّ شعور القوات اللبنانية والتّيار الوطني الحرّ بالخطر السياسي بات واضحًا منذ بدأت تلوح في الأفق إمكانية دخول نواف سلام وجوزيف عون إلى السباق النيابي عام 2026. هذا الدخول، إن حصل، سيشكل تهديدًا مباشرًا لحجم القوات داخل البيئة السيادية المسيحيّة، لأنهما يشكّلان مشروعاً وطنيّاً لا حزبيّاً ضيّقاً، وسيُفقدها شريحة من الأصوات التي طالما اعتبرت القوات الممثل الأبرز لها، وكذلك الأمر بالنسبة للتيّار وجمهوره من الطائفة المسيحيّة، أمام هذا التهديد، لجأ الفريقين إلى تصعيد مبكر كلّ منهما بطريقته، القوّات بدأت بتحميل العهد الجديد وزر تأخر حسم ملف سلاح حزب الله، دافعةً نواف سلام وجوزيف عون إلى مواجهة مفتوحة مع الحزب، في محاولة لدفعه نحو خيارات سياسية قد تُضعفه شعبيًا أو تُظهره كمن يُهادن السلاح.
الهدف ليس فقط تحريك الملف السيادي، بل تثبيت سردية مفادها أن العهد ضعيف، وأنه عاجز عن المواجهة، وبالتالي لا يستحق تمثيل هذه الفئة من اللبنانيين الذين يريدون السّيادة، بكلّ الطرق، وبأسرع وقتٍ ممكن. بهذا الأسلوب، يسعى الطرفين إلى استباق الحدث، وإحباط صعود خصمين قد يغيّران توازن القوى داخل الشارع السيادي والمسيحيّ. إنها حملة استباقية لتقليص الخسائر قبل أن تبدأ معركة الأصوات.