في مشهد يكاد لا يخلو من الكوميديا السوداء، اجتمع ممثلان عن الثنائي الشيعي في لبنان، هما رئيس الهيئة التنفيذية في حركة “أمل” مصطفى الفوعاني، ونائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش، ليعلنا – وبكل وقار – عن تضامنهما الكامل مع الجمهورية الإسلامية في إيران.

تضامن؟
مع من؟
وبماذا؟

كيف يتضامن العاجز مع المنهار؟

إيران بدأت ترى شبح الموت أمام عينيها، كما رآه من قبلها حزب الله ونظام الأسد.

أما الثنائي في لبنان، فقد خسر مؤسساته المالية، وتفكّكت شبكات دعمه، وانقلب كثير من بيئته عليه. وسلاحه، الذي طالما تفاخر به، بات محل ضغط دولي متزايد، وحتى داخلي.

المضحك المبكي فعلًا، أن هذه القوى التي أمعنت في إفقار بيئتها وجرّت البلاد إلى عزلة قاتلة، لا تزال تظن أن بإمكانها خداع الناس بالخطاب ذاته، والكلمات ذاتها، و”الاصطفاف” ذاته. لكنها تغفل – أو تتغافل – أن الناس تغيّرت، وأن وجع الناس لا يُداوى ببيانات ولا تُرمم الكرامة المحطمة بلقاءات علاقات عامة.

إنه زمن سقوط الأقنعة.
ومن أفقد الناس كرامتهم، لا يزال يتحدث عن “الكرامة”.