في مشهد لم يكن مألوفًا في خطاب “الانتصارات” التي اعتاد حزب الله ترويجها، نظّم الحزب مساء أمس احتفالًا جماهيريًا في بيروت بمناسبة ما اعتبره “انتصارًا إيرانيًا” على إسرائيل. غير أن المفارقة اللافتة لم تكن في مضمون الخطاب السياسي، بل في الحضور الشعبي الخجول.
ورغم الدعوات الواسعة والتحضيرات المسبقة، لم يتجاوز عدد المشاركين في الاحتفال 1200 شخص، ما شكّل صدمة للمنظمين نظرًا إلى أهمية المناسبة التي يعدونها “نصرًا تاريخيًا”. أكثر من ذلك، تبيّن أن نسبة كبيرة من الحضور لم تكن من جمهور حزب الله المباشر، بل من عناصر موالية لحركة أمل وبعض الفصائل الفلسطينية، ما سلّط الضوء على تراجع واضح في قدرة الحزب على الحشد والتعبئة داخل بيئته التقليدية.
تأتي هذه المؤشرات في وقت يعاني فيه الحزب من ضغوط متزايدة، داخليًا وخارجيًا، وسط تبدّل المزاج الشعبي في بيئته الحاضنة، على وقع الانهيار الاقتصادي، وتصاعد الانتقادات لدوره في استدراج لبنان إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، من دون غطاء شعبي أو وطني حقيقي.
وبينما يواصل الحزب رفع شعارات “النصر الإلهي” و”محور المقاومة”، يبدو أن الواقع على الأرض يفرض سردية مختلفة: جمهور منهك، حليف إيراني مأزوم، وشرعية شعبية تتآكل بصمت.