في كل سنة من السنوات الخمس الماضية، وقفنا في الرابع من آب حاملين الصور ذاتها، والهتافات ذاتها، والمطالب ذاتها: العدالة ثم العدالة.

في هذا العام، نحن لا نحضّر فقط لمسيرة جديدة، بل نرجو بصدق أن تكون هذه آخر مسيرة مطالبة. نرجو أن نتحول أخيرًا من ساحة الغضب إلى ساحة الاحتفال. أن يأتي آب السنة القادمة وقد تحقق ما انتظرناه طويلًا: صدور القرار الظني، وانتصار الحقيقة.

نحن نعلم ما جرى. نعلمه تمام المعرفة.

نعلم من عرقل التحقيق، من تدخل في السياسة، ومن استمات لإبقاء الحقيقة مدفونة تحت الركام.

نعلم من ساند القاضي بيطار، ومن طعنه، ومن عطّل يده، ومن فرمل المسار القضائي لأشهر وسنوات.

نعلم ماذا فعل غسان عويدات، وكيف تصرّف.

ونعلم أيضًا أن القانون في لبنان وقف ضدنا، عندما حمَى الوزراء من خلال اشتراط مثولهم أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، وحمى القضاة بلجان ومحاكم استثنائية خاصة.

نعلم أن الحقيقة ستصدم الجميع، وستحطم جدران الصمت، وستحبس من يجب أن يُحبس.

ستكشف وجوهًا كثيرة:

سياسيين متورطين

فاسدين متواطئين

ممولين صامتين

متآمرين من تحت الطاولة

إعلاميين مروّجين للضباب

رجال قانون خانوا رسالتهم

لكن رغم كل هذا، لن نتراجع.

لأننا نعلم أيضًا أن الحقيقة لن تأتي بسهولة، لكنها آتية لا محالة.

الحقيقة مطلبنا الوحيد.

الحقيقة مطلبنا ومطلب أهالي الضحايا، ومطلب المجتمع اللبناني، والمجتمع الدولي، وكل ضمير حي.

في آب 2025، نرجو أن لا نطالب بعد اليوم، بل نحتفل:

نحتفل بالعدالة وقد وصلت

نحتفل بالحقيقة وقد ظهرت

نحتفل بصدور القرار الظني وقد كسر جدار الحماية عن المتورطين

نحتفل لأننا لم نسكت، ولم ننسَ، ولم نستسلم