كان حزب الله قديماً رمز قوة، منظمة يُخشى من تحركاتها في المنطقة، قوة إقليمية تصنّفها دول ومراجع أمنية على أنها منظمة مسلحة إرهابية. اليوم، هذا الحزب، بعد عقود من السيطرة على القرار والميدان، أصبح مرتبطاً بما يعرفه اللبنانيون جميعاً: ملصقات “السيكي لح لح” على موتسيكلاته الغير شرعية والغير مسجلة.
“السيكي لح لح” ليس مجرد تعبير، بل رمز لكل شيء سقط به حزب الله: رفض الاعتراف بالهزيمة، رفض الاعتراف بسيادة الدولة، الانتحار الجماعي والخسارة الدائمة، التعنت والغباء، الانتصارات الوهمية، والسلاح الموجه ضد الدولة نفسها.
كل سيكي لح لح، كل ملصق، كل جولة صاخبة على دروب العاصمة، كانت شهادة على سقوط مشروع كامل: حزب الله الذي دمر نفسه بنفسه، وتحوّل من منظمة تهز العالم إلى منظمة استيكرز على الموتسكلات.
مع كل “سيكي لح لح” كان اللبنانيون يشاهدون الرمزية الحقيقية لسقوط القوة: القوة التي كانت تُرهب العالم اليوم تحولت إلى رمز الفشل والتهريج المحلي. هذا ما صار يعرف بـ نهج “السيكي لح لح”، الذي يوضح كيف يمكن للسياسة المسلحة والتعنت أن تدمر المشروع من الداخل، حتى قبل أن تصدّر أي تهديد خارجي.