المشهد الذي شهده اللبنانيون مساء أمس في مخيم برج البراجنة ـ حيث تسلم الجيش اللبناني شاحنة صغيرة محمّلة بكمية محدودة من الأسلحة الخفيفة ـ شكّل محطة أثارت الكثير من الجدل. فرئيس الحكومة نواز سلام اعتبر العملية خطوة أولى على طريق نزع سلاح المخيمات الفلسطينية، مؤكداً أن المسار لن يكتمل بين ليلة وضحاها بل يحتاج إلى وقت ومدى سياسي وأمني أوسع.

في المقابل، الفصائل الفلسطينية لم تعترف بالخطوة، ورأت أن ما جرى يخصّ حركة “فتح” وحدها ولا يمثّل قراراً جماعياً. ورغم هذا التباين في المواقف وما رافقه من تعليقات سلبية وتشكيك، يبقى التسليم ـ ولو كان رمزياً ـ إشارة إلى بداية مسار جديد يهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

وبين من يرى في المشهد مسرحية إعلامية، ومن يعتبره بادرة أمل، تتجه الأنظار إلى ما ستشهده المرحلة المقبلة من خطوات عملية أكثر وضوحاً نحو إنهاء ظاهرة السلاح المتفلت على الأراضي اللبنانية.